[ ص: 34 ] فصل ( في
حفظ اللسان وتوقي الكلام )
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال في توقي اللسان وحفظ الكلام أخبرني
محمد بن نصر بن منصور الصائغ سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وقد شيعته وهو يخرج إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل فلما ركب الجمل التفت إلينا فقال : انصرفوا مأجورين إن شاء الله تعالى .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء قال كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن نقرأه أو أمرا بمعروف ، أو نهيا عن منكر أو أن تنطق في معيشتك بما لا بد لك منه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ثنا
أبو داود ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم سمعت
طارق بن شهاب يحدث عن
عبد الله : إن الرجل يخرج من بيته ومعه دينه فيلقى الرجل إليه حاجة فيقول له إنك كيت إنك كيت يثني عليه وعسى أن لا يحظى من حاجته بشيء فيسخط الله عليه وما معه من دينه شيء .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك قال عجبت من اتفاق الملوك الأربعة كلهم على كلمة قال
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى : إذا قلت ندمت وإذا لم أقل لم أندم وقال
قيصر أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت وقال ملك
الهند عجبت لمن تكلم بكلمة إن هي رفعت تلك الكلمة ضرته ، وإن هي لم ترفع لم تنفعه ، وقال ملك
الصين : إن تكلمت بكلمة ملكتني وإن لم أتكلم بها ملكتها .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى أحاديث كثيرة فصح عنه أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37187من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت } وهو في الصحيحين .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36741من صمت نجا } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والترمذي وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد قال : " إذا أصبح ابن
آدم قالت الأعضاء كلها للسان اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت
[ ص: 35 ] استقمنا وإن اعوججت اعوججنا " رواه
الترمذي مرفوعا قال وهو أصح .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11047إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم . ومعنى ما يتبين فيها لا يتأملها ويجتهد فيها وفيما تقتضيه . وفي رياض الصالحين لا يتبين فيها أخير أم لا ؟ وفي شرح مسلم في أواخر الكتاب معناه لا يتدبرها ويفكر في قبحها وما يخاف أن يترتب عليها .
nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11047إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم }
وللترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11047إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار } فهذه الرواية إن صحت معناها لا يتأملها ويجتهد فيها وفيما تقتضيه بل قالها في بادئ الرأي ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
بلال بن الحارث وفيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=58885ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت } ، وفيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=118666يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة } ، وفيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=118667يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة } قال
الترمذي : حسن صحيح
. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36222من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه والترمذي وقال : غريب وهو في الموطأ
وللترمذي أيضا عن
علي بن الحسين مرسلا
وللترمذي عن
محمد بن بشار وغير واحد عن
محمد بن يزيد بن خنيس المكي سمعت
سعيد بن حسان المخزومي حدثتني
أم صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=10941صفية بنت شيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة مرفوعا .
{
nindex.php?page=hadith&LINKID=28795كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله عز وجل } ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن
ابن اليسار . أم صالح تفرد عنها
سعيد وباقيه حسن قال
الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديث
ابن خنيس .
وفي الموطأ عن
nindex.php?page=showalam&ids=17080أسلم أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق وهو يجبذ لسانه فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : مه غفر الله لك ، فقال
أبو بكر : إن هذا أوردني الموارد . وروى
الترمذي عن
أبو عبد الله بن أبي بلخ البغدادي صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد [ ص: 36 ] بن حنبل عن
علي بن حفص ثنا
إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30565لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي } رواه
الترمذي أيضا عن
أبي بكر بن النضر عن أبيه عن
إبراهيم بمعناه وقال غريب لا نعرفه إلا من حديث
إبراهيم وإبراهيم لم أجد فيه كلاما وحديثه حسن إن شاء الله تعالى .
وروى
الترمذي عن
فضالة بن الفضل الكوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=28710كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما }
أبو وهب لا يعرف تفرد به عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11948ابن عياش قال
الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
وفي الموطأ عن
يحيى بن سعيد قال : إن
عيسى ابن مريم عليه السلام لقي خنزيرا على الطريق فقال له : انفذ بسلام ، فقيل له أتقول هذا للخنزير ؟ فقال
عيسى : إني أكره وأخاف أن أعود لساني النطق بالسوء .
nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10394إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله } الحديث فهذا من آداب الكلام إذا كان في الحكاية عن الغير سوء واقتضى ذلك رجوع الضمير إلى المتكلم لم يأت الحاكي بالضمير عن نفسه صيانة لها عن صورة إضافة السوء إليها .
وفي رواية يا ويلي يجوز بفتح اللام وبكسرها ، ورأيت في بعض النسخ يا ويلتي وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة لا خير في فضول الكلام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب من كثر كلامه كثر سقطه .
وقال
يعقوب عليه السلام لبنيه يا بني إذا دخلتم على السلطان فأقلوا الكلام . وقالوا أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره وما ظهر معناه في لفظه ، وقالوا العيي الناطق أعيا من العيي الساكت ، أوصى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بخمس كلمات فقال : إياك والكلام فيما لا يعنيك في غير موضعه فرب متكلم فيما لا يعنيه في غير موضعه قد عنت ، ولا تمار سفيها ولا فقيها ، فإن الفقيه يغلبك والسفيه يؤذيك ، واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب
[ ص: 37 ] أن تذكر به ، ودع ما تحب أن يدعك منه ، واعمل عمل رجل يعلم أنه يجازى بالإحسان ويكافأ .
وقال بعض قضاة
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز وقد عزله لم عزلتني ؟ فقال بلغني أن كلامك مع الخصمين أكثر من كلام الخصمين ، وتكلم
ربيعة يوما فأكثر الكلام وأعجبته نفسه وإلى جنبه أعرابي فقال له : يا أعرابي ما تعدون البلاغة ؟ قال : قلة الكلام قال : فما تعدون السعي فيكم ؟ قال : ما كنت فيه منذ اليوم قال بعضهم .
عجبت لإدلال العيي بنفسه وصمت الذي قد كان بالقول أعلما وفي الصمت ستر للعيي وإنما
صحيفة لب المرء أن يتكلما
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس يعيب كثرة الكلام ويقول لا يوجد إلا في النساء أو الضعفاء ، وذم أعرابي رجلا فقال هو ممن ينأى المجلس أعيى ما يكون عند جلسائه ، وأبلغ ما يكون عند نفسه وقال
المفضل الضبي لأعرابي ما البلاغة ؟ فقال : الإيجاز في غير عجز ، والإطناب في غير خطل .
وقال
الأحنف البلاغة الإيجاز في استحكام الحجة والوقوف عند ما يكتفى به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15798خالد بن صفوان : لرجل كثير كلامه : إن البلاغة ليست بكثرة الكلام ، ولا بخفة اللسان ، ولا بكثرة الهذيان ، ولكنه إصابة المعنى والقصد إلى الحجة ، وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ما البلاغة ؟ قال : " القصد إلى عين الحجة بقليل اللفظ " ، وقيل لبعض
اليونانية ما البلاغة ؟ قال : " تصحيح الأقسام ، واختيار الكلام " ، وقيل لرجل من
الروم ما البلاغة ؟ فقال : " حسن الاقتصاد عند البديهة ، وإيضاح الدلالة ، والبصر بالحجة ، وانتهاز موضع الفرصة " ، وفي الخبر المأثور " الخير كله في ثلاث : السكوت ، والكلام ، والنظر ، فطوبى لمن كان سكوته فكرة ، وكلامه حكمة ، ونظره عبرة " .
وقال
ابن القاسم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : لا خير في كثرة الكلام واعتبر ذلك بالنساء والصبيان . أعمالهم أبدا يتكلمون ولا يصمتون .
وقال الشاعر :
وإن لسان المرء ما لم يكن له حصاة على عوراته لدليل
[ ص: 38 ] وقال
الحسن بن هانئ :
إنما العاقل من ألجم فاه بلجام
مت بداء الصمت خير لك من داء الكلام
وقاله آخر :
يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فيه ترمي برأسه وعثرته بالرجل تبرى على مهل
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ما أنشده بعضهم :
سأرفض ما يخاف علي منه وأترك ما هويت لما خشيت
لسان المرء ينبئ عن حجاه وعي المرء يستره السكوت
.