الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 425 ] فصل ( فيما يستحب في السفر والعود منه من ذكر وعمل ) .

عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : { كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان } فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض . إسناده جيد رواه أبو داود وغيره والمراد بحيث لا يضيق بعضهم على بعض .

وترجم عليه أبو داود ( باب ما يؤمر من انضمام العسكر ) ثم روى بعد هذا الخبر : ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال : { غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي في الناس أن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له } إسماعيل حديثه حسن عن الشاميين وأسيد من الرملة وسهل روى عنه أئمة وهو في ثقات ابن حبان وضعفه ابن معين .

والمراد لا جهاد له كامل لفعله المحرم وعن أنس مرفوعا { الأرض تطوى بالليل } حديث حسن رواه أبو داود .

وعن جابر مرفوعا { إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها ولا تجاوزوا المنازل ، وإذا سرتم في الجدب فاستجدوا وعليكم بالدلج فإن الأرض تطوى بالليل ، وإذا تغول لكم الغيلان فنادوا بالأذان وإياكم والصلاة على جواد الطرق والنزول عليها فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة فإنها الملاعن } رواه أحمد .

وعن أنس رضي الله عنه قال : { كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا . } رواه البخاري .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا . } وعن أنس رضي الله عنه قال : { كنا إذا نزلنا منزلا نسبح حتى نحل الرحال } . إسنادهما جيد رواهما أبو داود وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية