وأما
المحبة له والتوكل عليه والإخلاص له فهذه كلها خير محض وهي محبوبة . ومن قال إن هذه المقامات تكون للعامة دون الخاصة فقد غلط إن أراد خروج الخاصة عنها فإن هذا لا يخرج منها مؤمن قط ، إنما يخرج عنها الكافر والمنافق ، وذكر كلاما كثيرا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل في الفنون : العقلاء يعلمون أن الاحتراز لا يقدح في التوكل وأن دقيق الحيل من الأعداء يدفع بلطيف التحرز والمبالغة في التحفظ ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال في الجامع في آخر الجنائز عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي nindex.php?page=showalam&ids=106وعبد الله بن سلام رضي الله عنهما قال أحدهما لصاحبه : إن لقيت ربك فأخبرني ما لقيت وإن لقيته قبلك أخبرتك ، فذكر
سعيد أن أحدهما توفي فلقي صاحبه في المنام فقال له الميت توكل وأبشر فإني ما رأيت مثل التوكل .
وروي فيه أيضا في التجارة والتكسب : أخبرنا
محمد بن أحمد بن منصور قال : سأل
المازني بشر بن الحارث عن التوكل فقال المتوكل لا يتوكل على الله ليكفى ولو حلت هذه القصة في قلوب المتوكلة لضجوا إلى الله بالندم والتوبة ، ولكن التوكل يحل بقلبه الكفاية من الله فيصدق الله عز وجل فيما ضمن .
ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال ما يخالف كلام
بشر لا من عنده ولا من عند غيره ،
فبشر رحمه الله يقول من توكل ليكفى لم يخلص التوكل لله فيقدح فيه ويكون لغير الله ، ونظيره من اتقى الله ليجعل الله له مخرجا ، ومن اتقى الله ليجعل له فرقانا ، ومن تواضع ليرتفع .
ولهذا قال عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=42781وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله } ولهذا قال بعضهم لبعض من تواضع ليرتفع : لا يرتفع بالتواضع أي لا يقصد هذا وهو نظير الكلام المشهور من أخلص لله أربعين يوما نطق
[ ص: 279 ] بالحكمة .
وفعل بعض الناس له لينطق بالحكمة وأنه لم ينطق بها ، وسأله بعض المشايخ عن هذا فقال له : لم تخلص إنما فعلت هذا لأجل هذا ، وهذا الكلام " من أخلص لله " يروى عن
مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وسبق في فصول التوبة ما يتعلق بهذا وهو مذكور في الفقه في باب ما يبطل الصلاة .