[ ص: 4 ] وذكر الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12916وجيه الدين من أصحابنا في شرح الهداية أنه يجوز
البكاء على الميت إذا تجرد عن فعل محرم من ندب ونياحة وتسخط بقضاء الله وقدره المحتوم ، والجزع الذي يناقض الانقياد والاستسلام له .
وقال
ابن الجوزي في آخر كلامه في قوله تعالى {
يا أسفى على يوسف } .
قال وروي عن
الحسن أن أخاه مات فجزع
الحسن جزعا شديدا فعوتب في ذلك فقال : ما سمعت الله عاب على
يعقوب عليه السلام الحزن حيث قال {
يا أسفى على يوسف }
وذكر
الشيخ تقي الدين في التحفة العراقية أن البكاء على الميت على وجه الرحمة مستحب وذلك لا ينافي الرضا بقضاء الله بخلاف البكاء عليه لفوات حظه منه ، وبهذا يعرف معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لما بكى على الميت وقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=70376هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده } وإن هذا ليس كبكاء من يبكي لحظه لا لرحمة الميت ، وإن
nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل لما مات ابنه ضحك وقال : رأيت أن الله قد قضى فأحببت أن أرضى بما قضى الله به حاله حال حسن بالنسبة إلى أهل الجزع ، فأما رحمة الميت والرضاء بالقضاء وحمد الله كحال النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أكمل .
وقال في الفرقان : والصبر واجب باتفاق العقلاء ثم ذكر في الرضا قولين ثم قال : وأعلى من ذلك أن يشكر الله على المصيبة لما يرى من إنعام الله عليه بها ، ولا يلزم العاصي الرضا بلعنه ولا المعاقب الرضا بعقابه قال بعضهم : المؤمن يصبر على البلاء ولا يصبر على العافية إلا صديق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف : ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج بن الجوزي : الرجل كل الرجل من يصبر على العافية وهذا الصبر متصل بالشكر فلا يتم إلا بالقيام بحق الشكر ، وإنما كان الصبر على السراء شديدا لأنه مقرون بالقدرة ، والجائع عند غيبة الطعام أقدر منه على الصبر عند حضور الطعام اللذيذ .