ولهذا يقول : الأطباء : إن
الجذام والسل من الأمراض المعدية المتوارثة وإن كل مرض له نتن وريح يعدي كالجذام ، والسل ، والجرب ، والحمى الوبائية
[ ص: 364 ] والرمد وإنه أعدى بالنظر إليه ، والقروح الرديئة ، والوباء وهو يحدث في آخر الصيف ولا يريدون بذلك معنى العدوى بل لأجل الرائحة وهم أبعد الناس عن الإيمان بيمن وشؤم ، لا سيما وقد يكون في بدن الصحيح قبول واستعداد لذلك الداء ، والطبيعة سريعة الانفعال نقالة لا سيما مع الخوف ، والوهم فإنه مسئول على القوى ، والطبائع ، ويتوجه احتمال يجب ذلك هنا .
وفي قوله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=32090لا يورد ممرض على مصح } عملا بظاهر الأمر ، والنهي لما في ذلك من الضرر وهذا ظاهر كلام بعض العلماء وأظنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة في كتاب اختلاف الحديث .
واختار بعض أصحابنا أن النهي ، والأمر احتياطا للمؤمن الضعيف ضعيف الإيمان ، والتوكل ويحمل ما خالف في ذلك على المؤمن القوي ، قوي الإيمان ، والتوكل فيدفع قوة ذلك قوة العدوى كما تدفع قوة الطبيعة قوة العلة فيكون قوله عليه السلام اختلف لاختلاف قوى الناس وطباعهم وحمل بعض العلماء أكله عليه السلام مع المجذوم لأن ذلك الجذام كان يسيرا لا يعدي مثله ، ومن الناس من قال حديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30952لا عدوى ولا طيرة } رجع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن التحدث به وتركه وقال الراوي فلا أدري أنسي
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أم نسخ أحد الحديثين الآخر وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2884أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مع مجذوم } لا يصح ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة غيره اتقوا هذه الغرائب ، والله أعلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13615ابن هبيرة في قوله " إنا قد بايعناك فارجع " قال لا يجوز أن يقول " إنا قد بايعناك فارجع " إلا وبايعه وإنما المعنى قد حصلت له البيعة
[ ص: 365 ] فلا يقدم مع الوفد خوفا على الناس أن يظنوا إن أصابهم أمر أنه تعدى منه وقد ظهر من هذا أنه لا يلزمه التنحي وتوجه أنهم إذا كثروا لزمه وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض أنه قول الأكثر وقد سبق في التداوي في العائن .