[ ص: 382 ] فصل (
صيانة المسجد عن اللغط ورفع الصوت قيل إلا بعلم لا مراء فيه ) .
ويسن أن يصان عن لغط وكثرة حديث لاغ ورفع صوت بمكروه وظاهر هذا أنه لا يكره ذلك إذا كان مباحا ، أو مستحبا وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790، والشافعي رحمهم الله وقال في الغنية يكره إلا بذكر الله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة مررت
nindex.php?page=showalam&ids=11990بأبي حنيفة وهو مع أصحابه في المسجد وقد ارتفعت أصواتهم فقلت يا
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة هذا في المسجد ، والصوت لا ينبغي أن يرفع فيه فقال : دعهم لأنهم لا يفقهون إلا بهذا ، وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة في مسجد كذا حلقة يتناظرون في الفقه ، فقال : لهم رأس فقالوا : لا قال : لا يفقهون أبدا . ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك كراهة ذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن رفع الصوت في المسجد في العلم وغيره قال : لا خير في ذلك في العلم ولا في غيره ولقد أدركت الناس قديما يعيبون ذلك على من يكون في مجلسه ومن كان يكون ذلك في مجلسه كان يعتذر منه ، وأنا أكره ذلك ولا أرى فيه خيرا روى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر .
وقال صاحب الشفا المالكي قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وجماعة من العلماء يكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=17023ومحمد بن مسلم من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رفع الصوت فيه في العلم ، والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل في الفصول آخر باب الجمعة ولا بأس بالمناظرة في مسائل الفقه ، والاجتهاد في المساجد إذا كان القصد طلب الحق فإن كان مغالبة ومنافرة دخل في حيز الملاحاة ، والجدال فيما لا يعني ولم يجز في المسجد وأما الملاحاة في غير العلوم فلا تجوز في المسجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة القدر فخرج ليعلم الناس فتلاحى رجلان في المسجد فارتفعت أصواتهما
[ ص: 383 ] فأنسيها فلو كان في الملاحاة خير لما كانت سببا لنسيانها ولأن الله تعالى صان الإحرام عن الجدال فقال {
ولا جدال في الحج } .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة المؤمن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=118885لمن ترك المراء وإن كان محقا } انتهى كلامه . وسبق هذا المعنى في أول الكتاب ، وفي فصل أصحاب الحديث ، والحث على العلم من فصول الأمر بالمعروف ، وفي حسن الخلق نحو نصف الكتاب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل أيضا : " ويكره كثرة الحديث ، واللغط في المساجد " .
وقال في الرعاية وغيرها : ويباح
عقد النكاح فيه ، والقضاء ، والحكم فيه نص عليه ، والمناظرة في الفقه وما يتعلق به وتعليم العلم وإنشاد شعر مباح فيه .