[ ص: 552 ] فصل ( في
فضل الأدب والتأديب )
قال في الغنية بعد أن ذكر جملة من الآداب ينبغي لكل مؤمن أن يعمل بهذه الآداب في أحواله . روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه قال تأدبوا ، ثم تعلموا وقال
أبو عبد الله البلخي أدب العلم أكثر من العلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك إذا وصف لي رجل له علم الأولين والآخرين لا أتأسف على فوت لقائه ، وإذا سمعت رجلا له أدب القس أتمنى لقاءه وأتأسف على فوته . ويقال مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمسة حصون ، الأول من ذهب ، والثاني من فضة والثالث من حديد ، والرابع من آجر ، والخامس من لبن فما زال أهل الحصن متعاهدين الحصن من اللبن لا يطمع العدو في الثاني فإذا أهملوا ذلك طمعوا في الحصن الثاني ، ثم الثالث حتى تخرب الحصون كلها ، فكذلك الإيمان في خمسة حصون : اليقين . ثم الإخلاص ، ثم أداء الفرائض ، ثم أداء السنن ، ثم حفظ الآداب ، فما دام العبد يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه . فإذا ترك الآداب طمع الشيطان في السنن ، ثم في الفرائض ، ثم في الإخلاص ، ثم في اليقين والله أعلم انتهى كلامه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين عمله بالأدب رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخه وروي عنه أيضا طلبت العلم فأصبت فيه شيئا ، وطلبت الأدب فإذا أهله قد ماتوا .
وقال بعض الحكماء لا أدب إلا بعقل ، ولا عقل إلا بأدب ، كان يقال العون لمن لا عون له الأدب .
وقال
الأحنف الأدب نور العقل ، كما أن النار في الظلمة نور البصر . كان يقال الأدب من الآباء ، والصلاح من الله . كان يقال من أدب ابنه صغيرا ، قرت به عينه كبيرا ، وقال بعضهم من لم يؤدبه والداه أدبه الليل والنهار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى
[ ص: 553 ] {
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } قال أدبوهم وعلموهم وقال بعضهم :
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل وليس ينفع بعد الكبر الأدب إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا تلين إذا قومتها الخشب
قيل
لعيسى عليه السلام من أدبك ؟ قال ما أدبني أحد رأيت جهل الجاهل فاجتنبته .
وقال
سليمان بن داود عليه السلام من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين كانوا يقولون أكرم ولدك وأحسن أدبه .
وقال
الحسن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر وقال
لقمان ضرب الوالد للولد كالسماد للزرع ذكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك قال لي
مخلدة بن الحسين نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34803ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29593لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع } رواهما
الترمذي وقال في كل منهما غريب قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر قال الشاعر :
خير ما ورث الرجال بنيهم أدب صالح وحسن الثناء
هو خير من الدنانير والأوراق في يوم شدة أو رخاء
تلك تفنى والدين والأدب الصا لح لا يفنيان حتى اللقاء
إن تأدبت يا بني صغيرا كنت يوما تعد في الكبراء
.