وأما
تعليم العلم لغير أهله فقد قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه إن ههنا علما وأشار بيده إلى صدره لو أصبت له حملة . وقد أنهيت عليه الكلام في كتابي القول العلي لشرح أثر الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه . وقد قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل في
[ ص: 57 ] فنونه : حرام على عالم قوي الجوهر أدرك بجوهريته وصفاء خاطره علما أطاقه فحمله أن يرشح به إلى ضعيف لا يحمله ولا يحتمله فإنه يفسده .
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام {
نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16854أبو الحسن التميمي من أصحابنا في كتاب العقل له بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرجه
الحافظ الضياء في المختارة من رواية
أحمد بن زياد العتكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {
أمرنا معشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم } .
وقال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله .
وفي الآداب الكبرى قال
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل : واكمداه من مخافة الأغيار . واحسرتاه من أجل استماع ذي جهالة للحق والإنكار . والله ما زال خواص عباد الله يتطلبون لنزوحهم بمناجاتهم رءوس الجبال والبراري والقفار ، لما يرونه من المنكرين لشأنهم من الأغمار .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : أتاني
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وأنا أحدث قوما فقال ويحك تعلق اللؤلؤ في أعناق الخنازير ؟ قال
مهنا للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه : ما معنى قوله ؟ قال لا ينبغي أن يحدث من لا يستأهل .
وقال
عيسى ابن مريم عليه السلام : للحكمة أهل فإن وضعتها في غير أهلها ضيعت ، وإن منعتها من أهلها ضيعت . كن كالطبيب يضع الدواء حيث ينبغي .
وقال عليه السلام : لا تطرح اللؤلؤ إلى الخنزير فإن الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا ، ولا تعط الحكمة من لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ ، ومن لا يريدها شر من الخنزير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : ذل وإهانة للعلم أن تتكلم به عند من يضيعه .
ومن كلام الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه :
أأنثر درا بين سارحة النعم أأنظم منثورا لراعية الغنم
إلى أن قال :
فمن منح الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم
[ ص: 58 ] فعلى العالم كتم علمه عمن لا يقوم بناموسه ، أو من يتخذه سلما لتناول ما لا يحل تناوله ، أو من يحمله على غير محامله ، وآخر من رأينا من الأئمة من يتحرج من سماع من لا يصلح شيخنا الإمام النقي الهمام التقي
عبد القادر التغلبي فإنه امتنع أن يقرئ جماعة المحكمة والحكام ، فقلت له في ذلك ، فقال إن هؤلاء يتخذون العلم وسيلة لاصطياد الدنيا ، ويتعلمون مسائل الخلاف ليحكموا فيها بالتشهي . أو كلاما هذا معناه وقد قال أصحابنا : من تتبع الأقوال الضعيفة ومسائل الاختلاف وحكم فيها بالتشهي فهو مضل . وفي كلام بعضهم أنه زندقة كما في طبقات
العليمي والله الموفق .
والحاصل أن العلم كالسيف إن أعطيته لتقي قاتل به في سبيل الله وإن ألقيته لشقي قطع به الطريق وأضر عباد الله . وهذا مستثنى من عموم قوله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36501من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار } .
وأما عدم صيانة ناموس العلم ففي الصحيحين أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الموسم يجمع الرعاع والغوغاء فأمهل حتى تقدم
المدينة فتخلص بأهل الفقه ، فقدمنا
المدينة ، فقبل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مشورة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فلم يتكلم بذلك حتى قدم
المدينة . قال الإمام
ابن الجوزي : وفي هذا تنبيه على أن لا يودع العلم عند غير أهله ، ولا يحدث لقليل الفهم ما لا يحتمله فهمه ، والرعاع السفلة ، والغوغاء نحو ذلك . وأصل الغوغاء صغار الجراد .
وفي تاريخ
ابن النجار عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك رضي الله عنه قال : قدمت على
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري بمكة فوجدته مريضا شاربا دواء ، فقلت له إني أريد أن أسألك عن أشياء ، قال فقل . فقلت أخبرني من الناس ؟ قال الفقهاء ، قلت قلت فمن الملوك ؟ قال الزهاد ، قلت فمن الأشراف ؟ قال الأتقياء ؟ قلت فمن الغوغاء ؟ قال الذين يكتبون الأحاديث يريدون أن يتأكلوا أموال الناس . قلت فمن السفلة ؟ قال الظلمة .
ولو أخذنا نتكلم على متعلقات العلم لطال الكتاب وأدى ذلك إلى الإطناب .
وهو وإن كان غزير الفوائد كبير الفرائد كثير العوائد غير أن أبناء الزمان
[ ص: 59 ] لا يألفون التطويل ، وقد تركه الناس منذ أزمان .