غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : ثلاثة تجلو البصر .

وفي حديث ضعيف رواه الحاكم في تاريخه وقيل موضوع { ثلاثة يجلين البصر : النظر إلى الخضرة ، وإلى الماء الجاري ، وإلى الوجه الحسن } . أورده السيوطي في الجامع الصغير ، وأورد حديث { ثلاثة يزدن في قوة البصر : الكحل بالإثمد ، والنظر إلى الخضرة ، والنظر إلى الوجه الحسن } وعزاه إلى أبي الحسن العراقي في فوائده عن بريدة بإسناد ضعيف . قوله : يجلين البصر قال المناوي : بضم أوله وتشديد اللام فمثناة تحتية .

ويروى في لفظ { ثلاثة تجلو البصر : الخضرة والماء الجاري ، والوجه الحسن } ونظم ذلك بعض الشعراء فقال :

ثلاثة تجلو عن القلب الحزن الماء والخضرة والوجه الحسن

ويروى في حديث { النظر إلى الوجه الحسن يورث الفرح ، والنظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح } وهذا كلام وليس بحديث فيما أظن والله أعلم .

والكلح تقبض الوجه . قال بعض العلماء : إذا كان النظر إلى الوجه الحسن يزيد في البصر فيقتضي أن النظر إلى الوجه القبيح ينقص منه ، وكان جعفر بن محمد رضي الله عنه وعن آبائه يقول : الجمال مرحوم وقالوا : شفيع الحسن مقبول ونظم ذلك ابن قنبر المازني فقال :

ويلي على من أطار النوم فامتنعا     وزاد قلبي إلى أوجاعه وجعا
كأنما الشمس في أعطافه لمعت     حسنا أو البدر من آزاره طلعا [ ص: 420 ]
مستقبل بالذي يهوى وإن كثرت     منه الذنوب ومعذور بما صنعا
في وجهه شافع يمحو إساءته     من القلوب وجيه حيث ما شفعا

قال يحيى بن علي المنجم : كنت يوما بين يدي المعتضد وهو مقطب إذ أقبل عليه مولاه وكان من الحسن على غاية ، فلما رآه من بعيد ضحك وقال يا يحيى من الذي يقول : في وجهه شافع . الأبيات ؟ فقلت ابن قنبر ، فقال لله دره ثم استنشدني الأبيات فأنشدته إياها وقد انقلب تقطيبه ضحكا وسرورا . .

التالي السابق


الخدمات العلمية