غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في استحباب افتتاح التهجد بركعتين خفيفتين .

ويستحب أن يفتتح التهجد بركعتين خفيفتين لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين } رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود .

وفي المسند ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين } وحكمة تخفيفهما المبادرة لفك عقد الشيطان .

ويستحب أن يكون له تطوعات يداوم عليها ، وإذا فاتت يقضيها ، قال في شرح أوراد أبي داود : ويستحب أن يكون للإنسان ركعات معلومات يقرأ فيها حزبه من القرآن ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله . قال والأحسن أن لا يتجاوز بعدد التهجد تهجد النبي صلى الله عليه وسلم . قالت عائشة رضي الله عنها { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين } رواه البخاري . وقالت أيضا { وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء الآخرة إلى الفجر إحدى عشرة ركعة } رواه مسلم .

وفي أحاديث كثيرة أن قيامه كان إحدى عشرة ركعة غير ركعتي الفجر .

قال الإمام المحقق ابن القيم في الهدي : فقد حصل الاتفاق على إحدى عشرة ركعة .

وأما تطويل الركعات وتقصيرها فبحسب النشاط .

قال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يعجبني أن يكون للرجل ركعات من الليل والنهار معلومة فإذا نشط طولها وإذا لم ينشط خففها . ذكره الإمام الموفق . والله تعالى الموفق .

[ ص: 508 ] وقد ذكرنا فيما تقدم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، وإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان } رواه الإمام مالك والبخاري ومسلم وغيرهم . فلهذا قال الناظم رحمه الله تعالى

التالي السابق


الخدمات العلمية