الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( تنبيه ) : في قول الناظم رحمه الله تعالى وخذ بنصيب إلى آخره إشارة إلى أنه nindex.php?page=treesubj&link=1258_1262_1252لا يطلب قيام كل الليل . قال علماؤنا : ولا يقومه كله إلا ليلة عيد .
هذه عبارة الإقناع . وقال في الفروع : ولا يقوم الليل كله خلافا nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك في رواية ذكره بعضهم قال وقل من وجدته ذكر المسألة . وقد قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه : إذا نام بعد تهجده لم يبن عليه أثر السهر . وفي الغنية : يستحب ثلثاه والأقل سدسه ، ثم ذكر أن قيام الليل كله عمل الأقوياء الذين سبقت لهم العناية فجعل لهم موهبة . وقد روي أن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان قامه بركعة يختم فيها . قال وصح عن أربعين من التابعين ، ومراده وتابعيهم ، وظاهر كلامهم لا يقومه كله ولا ليالي العشر ، فيكون قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها { nindex.php?page=hadith&LINKID=617أحيا الليل } أي كثيرا منه أو أكثره .
قال ويتوجه بظاهره احتمال وتخريج من ليلة العيد ، ويكون قولها ما علمت { nindex.php?page=hadith&LINKID=34502أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح أي غير العشر أو لم يكثر ذلك منه } . قال واستحبه شيخنا وقال : قيام بعض الليالي كلها مما جاءت به السنة .
قال في الإقناع : وتكره مداومة قيامه كله . وظاهر كلام الفروع والمنتهى وغيرهما أن نفس nindex.php?page=treesubj&link=1258مداومة قيام الليل مكروهة . وعبارة التنقيح : ولا يقومه كله إلا ليلة عيد ، وتكره مداومته . انتهى . قال الحجاوي في حاشيته على التنقيح : يعني استيعاب كل ليلة بالقيام من أولها إلى آخرها ، بل يقوم من كل ليلة بعضها وهو ما وردت به السنة . وقد فهم بعض المصنفين في زمننا من كلام المنقح أنه يقوم غبا .
وعبارة الفروع قد توهم ذلك ، وليس بمراد عند أحد ، انتهى والغاية تبع فيها عبارة المنتهى ، ولم يشر لخلاف الإقناع ومراده صاحب المنتهى . قال الخلوتي : ويرد بأن كلامه في المبدع تبعا لجده صاحب الفروع يوافق كلام المنتهى حيث قال : ويكره مداومة قيام الليل ، انتهى .
[ ص: 507 ] قلت : ليس في كلام صاحب المبدع إلا مجرد احتمال كما في كلام جده فقط ، فلا وجه لرد اعتراض الحجاوي بمجرد احتمال عبارة ، وكلام الأصحاب والسلف والشارع على خلافها .