( ذ و ي ) : ذوى العود ذويا من باب رعى وذويا على فعول بمعنى ذبل ، وأذواه الحر أذبله ، وذا لامه ياء محذوفة ، وأما عينه فقيل ياء أيضا لأنه سمع فيه الإمالة وقيل واو وهو الأقيس لأن باب طوى أكثر من باب حيي ووزنه في الأصل ذوى وزان سبب ويكون بمعنى صاحب فيعرب بالواو والألف والياء ولا يستعمل إلا مضافا إلى اسم جنس فيقال ذو علم وذو مال
[ ص: 212 ] وذوا علم وذوو علم وذات مال وذواتا مال وذوات مال فإن دلت على الوصفية نحو ذات جمال وذات حسن كتبت بالتاء لأنها اسم والاسم لا تلحقه الهاء الفارقة بين المذكر والمؤنث وجاز بالهاء لأن فيها معنى الصفة فأشبه المشتقات نحو قائمة وقد تجعل اسما مستقلا فيعبر بها عن الأجسام فيقال ذات الشيء بمعنى حقيقته وماهيته وأما قولهم في ذات الله فهو مثل : قولهم في جنب الله ولوجه الله وأنكر بعضهم أن يكون ذلك في الكلام القديم ولأجل ذلك قال
ابن برهان من النحاة قول المتكلمين ذات الله جهل لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث فلا يقال علامة وإن كان أعلم العالمين قال وقولهم الصفات الذاتية خطأ أيضا فإن النسبة إلى ذات ذووي لأن النسبة ترد الاسم إلى أصله وما قاله
ابن برهان فيما إذا كانت بمعنى الصاحبة والوصف مسلم والكلام فيما إذا قطعت عن هذا المعنى واستعملت في غيره بمعنى الاسمية نحو عليم بذات الصدور والمعنى عليم بنفس الصدور أي ببواطنها وخفياتها وقد صار استعمالها بمعنى نفس الشيء عرفا مشهورا حتى قال الناس ذات متميزة وذات محدثة ونسبوا إليها على لفظها من غير تغيير فقالوا عيب ذاتي بمعنى جبلي وخلقي وحكى
المطرزي عن بعض الأئمة كل شيء ذات وكل ذات شيء وحكى عن صاحب التكملة جعل الله ما بيننا في ذاته وقول
nindex.php?page=showalam&ids=11952أبي تمام ويضرب في ذات الإله فيوجع
وحكى
ابن فارس في متخير الألفاظ قوله
فنعم ابن عم القوم في ذات ماله إذا كان بعض القوم في ماله كلبا
أي فنعم فعله في نفس ماله من الجود والكرم إذا بخل غيره وقال
أبو زيد لقيته أول ذات يدين أي أول كل شيء وأما أول ذات يدين فإني أحمد الله أي أول كل شيء وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8572النابغة مجلتهم ذات الإله ودينهم قويم فما يرجون غير العواقب
المجلة بالجيم الصحيفة أي كتابهم عبودية نفس الإله وقال الحجة في قوله تعالى {
عليم بذات الصدور } ذات الشيء نفسه والصدور يكنى بها عن القلوب وقال أيضا في سورة السجدة ونفس الشيء وذاته وعينه هؤلاء وصف له وقال
المهدوي في التفسير النفس في اللغة على
[ ص: 213 ] معان نفس الحيوان وذات الشيء الذي يخبر عنه فجعل نفس الشيء وذات الشيء مترادفين وإذا نقل هذا فالكلمة عربية ولا التفات إلى من أنكر كونها من العربية فإنها في القرآن وهو أفصح الكلام العربي .