( أ و ) : أو لها معان الشك والإبهام نحو رأيت زيدا أو عمرا والفرق أن المتكلم في الشك لا يعرف التعيين وفي الإبهام يعرفه لكنه أبهمه على السامع لغرض الإيجاز أو غيره وفي هذين القسمين هو غير معين عند السامع وإذا قيل في السؤال أزيد عندك أو عمرو فالجواب نعم إن كان أحدهما عنده لأن أو سؤال عن الوجود وأم سؤال عن التعيين فمرتبتها بعد أو فما جهل وجوده فالسؤال بأو والجواب نعم أو لا وللمسئول أن يجيب بالتعيين ويكون زيادة في الإيضاح وإذا قيل أزيد عندك أو عمرو وخالد فالسؤال عن وجود زيد وحده أو عن وجود عمرو وخالد معا وما علم وجوده وجهل عينه فالسؤال بأم نحو أزيد أفضل أم عمرو والجواب زيد إن كان أفضل أو عمرو إن كان أفضل لأن السائل قد عرف وجود أحدهما مبهما وسأل عن تعيينه فيجب التعيين لأنه المسئول عنه وإذا قيل أزيد أو عمرو أفضل أم خالد فالجواب خالد إن كان أفضل أو أحدهما بهذا اللفظ لأنه إنما سأل أحدهما أفضل أم خالد والقسم الثالث الإباحة
[ ص: 32 ] نحو قم أو اقعد وله أن يجمع بينهما والرابع التخيير نحو خذ هذا أو هذا وليس له أن يجمع بينهما والخامس التفصيل يقال كنت آكل اللحم أو العسل والمعنى كنت آكل هذا مرة وهذا مرة .
قال الشاعر :
كأن النجوم عيون الكلا ب تنهض في الأفق أو تنحدر
أي بعضهما يطلع وبعضها يغيب ومثله قوله تعالى {
فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون } أي جاء بأسنا بعضها ليلا وبعضها نهارا وكذلك {
دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما } والمعنى وقتا كذا ووقتا كذا .
ونقل الفقهاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال رأيت قلال هجر تسع القلة قربتين أو قربتين وشيئا وسيأتي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أنه لم ير قلال
هجر ومقتضى هذا اللفظ على هذه الطريقة أن بعضها يسع قربتين وبعضها يسع قربتين وشيئا وليس المراد الشك كما ذهب إليه بعضهم لأن الشك لا يعلم إلا من جهة قائله ولم ينقل وهذه طريقة إيجاز مشهورة في كلامهم وأما الشيء فإن كان نصفا فما دونه استعمل زائدا بالعطف وقيل خمسة وشيء مثلا وإن كان أكثر من النصف استعمل بالاستثناء وقيل ستة إلا شيئا فجعل الشيء نصفا لزيادته ويتقارب معنى قوله قربتين أو قربتين وشيئا .