المسألة الثالثة : قوله :
{ وعلى كل ضامر يأتين }
يعني التي انضم جنباها من الهزال حتى أكلتها الفيافي ، ورعتها المفازات ، وإن كان خرج منها أوان انفصاله من بلده على بدن ، فإن حرب البيداء ومعالجة الأعداء ردها هلالا ، فوصفها الله بالمآل الذي انتهت عليه إلى
مكة .
[ ص: 281 ]
المسألة الرابعة : قوله : {
يأتين }
رد الضمير إلى الإبل تكرمة لها ; لقصدها الحج مع أربابها ، كما قال تعالى : {
والعاديات ضبحا } في خيل الجهاد تكرمة لها حين سعت في سبيل الله .
المسألة الخامسة : قوله : {
عميق } يعني بعيد ، وبناء " عمق " للبعد قال الشاعر يصف قفرا :
وقاتم الأعماق خاوي المحترق
يريد بالأعماق الأبعاد ترى عليها قتاما يخترق منها جوا خاويا ، وتمشي فيه كأنك وإن كنت مصعدا هاو ، ولذلك يقال بئر عميقة ، أي بعيدة القعر .
المسألة السادسة :
روى
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3166أن النبي صلى الله عليه وسلم حج قبل الهجرة حجتين ، وحج حجة الوداع ثالثة } ، وظن قوم أن حجه كان على دين
إبراهيم ودعوته ، وإنما حج على دينه وملته تنفلا بالعبادة ، واستكثارا من الطاعة ، فلما جاءه فرض الحج بعد تملكه
لمكة وارتفاع العوائق ، وتطهير
البيت ، وتقديس
الحرم ، قدم
أبا بكر ليقيم للناس حجهم ، ثم أدى الذي عليه في العام الثاني ، وقد قدمنا وجه تأخيره إلى حجة الوداع من قبل .