الآية الرابعة قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28993وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } .
فيها سبع مسائل :
[ ص: 280 ]
المسألة الأولى : قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وأذن } تقدم بيان {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=39أذن } في سورة براءة ، وأوضحنا أن معناه أعلم ، وأن الله أمر نبيه
إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج ، وذلك نص القرآن .
واختلفوا في كيفية النداء كيف وقعت على قولين :
أحدهما : أنه أمر به في جملة شرائع الدين ، الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، حسبما تمهدت به ملة الإسلام التي أسسها لسانه ، وأوضحها ببيانه ، وختمها مبلغة تامة
بمحمد في زمانه .
الثاني : أن الله أمره أن يرقى على
أبي قبيس وينادي : أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ، فلم تبق نفس إلا أبلغ الله نداء
إبراهيم إليها ، فمن لبى حينئذ حج ، ومن سكت لم يكن له فيه نصيب ، وربنا على ذلك مقتدر ، فإن صح به الأثر استمر عقيدة واستقر ، وإلا فالأول يكفي في المعنى .
الْآيَةُ الرَّابِعَةُ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28993وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوك رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } .
فِيهَا سَبْعُ مَسَائِلَ :
[ ص: 280 ]
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=27وَأَذِّنْ } تَقَدَّمَ بَيَانُ {
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=39أَذِّنْ } فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ ، وَأَوْضَحْنَا أَنَّ مَعْنَاهُ أَعْلِمْ ، وَأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ
إبْرَاهِيمَ أَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، وَذَلِكَ نَصُّ الْقُرْآنِ .
وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّةِ النِّدَاءِ كَيْف وَقَعَتْ عَلَى قَوْلَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ أُمِرَ بِهِ فِي جُمْلَةِ شَرَائِعِ الدِّينِ ، الصَّلَاةُ ، وَالزَّكَاةُ ، وَالصِّيَامُ ، وَالْحَجُّ ، حَسْبَمَا تَمَهَّدَتْ بِهِ مِلَّةُ الْإِسْلَامِ الَّتِي أَسَّسَهَا لِسَانُهُ ، وَأَوْضَحَهَا بِبَيَانِهِ ، وَخَتَمَهَا مُبَلَّغَةً تَامَّةً
بِمُحَمَّدٍ فِي زَمَانِهِ .
الثَّانِي : أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ أَنْ يَرْقَى عَلَى
أَبِي قُبَيْسٍ وَيُنَادِي : أَيُّهَا النَّاسُ ، إنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا ، فَلَمْ تَبْقَ نَفْسٌ إلَّا أَبْلَغَ اللَّهُ نِدَاءَ
إبْرَاهِيمَ إلَيْهَا ، فَمَنْ لَبَّى حِينَئِذٍ حَجَّ ، وَمَنْ سَكَتَ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِيهِ نَصِيبٌ ، وَرَبُّنَا عَلَى ذَلِكَ مُقْتَدِرٌ ، فَإِنْ صَحَّ بِهِ الْأَثَرُ اسْتَمَرَّ عَقِيدَةً وَاسْتَقَرَّ ، وَإِلَّا فَالْأَوَّلُ يَكْفِي فِي الْمَعْنَى .