الآية السادسة عشرة : قوله تعالى : {
ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما } .
فيها عشر مسائل :
المسألة الأولى : في
سبب نزولها :
وفي ذلك خمسة أقوال :
الأول روى
أبو رزين العقيلي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6859أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لما أشفقن أن يطلقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلن : يا رسول الله ; اجعل لنا من نفسك ومالك ما شئت ، فكانت منهن nindex.php?page=showalam&ids=93سودة بنت زمعة ، nindex.php?page=showalam&ids=149وجويرية ، وصفية ، وميمونة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة ، غير مقسوم لهن وكان ممن آوى nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة ، وزينب ، nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة ، يضمهن ، ويقسم لهن } قاله
الضحاك .
الثاني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أراد من شئت أمسكت ، ومن شئت طلقت .
الثالث : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة لم يكن لرجل أن يخطبها حتى يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتركها .
والمعنى اترك نكاح من شئت ، وانكح من شئت ; قاله
الحسن .
الرابع : تعزل من شئت ، وتضم من شئت ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الخامس : قال
أبو رزين : تعزل من شئت عن القسم ، وتضم من شئت إلى القسم .
[ ص: 604 ] المسألة الثانية : في تصحيح هذه الأقوال :
أما قول
أبي رزين فلم يرد من طريق صحيحة ; وإنما الصحيح ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مطلقا من غير تسمية على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
وروي في الصحيح أن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6457سودة لما كبرت قالت : يا رسول الله ; اجعل يومي منك nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ، فكان يقسم nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة يومين : يومها ، ويوم سودة } .
وأما قول
الحسن فليس بصحيح ولا حسن من وجهين : أحدهما : أن امتناع خطبة من يخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له ذكر ولا دليل في شيء من معاني الآية ولا ألفاظها .