صفحة جزء
الآية الثالثة قوله تعالى : { قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } .

فيها مسألتان : المسألة الأولى : قوله : { يخلفه } يعني يأتي بثان بعد الأول ، ومنه الخلفة في النبات .

وقال أعرابي لأبي بكر : يا خليفة رسول الله . فقال : لا . بل أنا الخالفة بعده . [ قال ثعلب : يريد بالقاعد بعده ] ، والخالفة الذي يستخلفه الرئيس على أهله وماله .

المسألة الثانية : في معنى الخلف هاهنا أربعة أوجه : الأول : يخلفه إذا رأى ذلك صلاحا ، كما يجيب الدعاء إذا شاء . [ ص: 12 ]

الثاني يخلفه بالثواب .

الثالث : معنى يخلفه ، فهو أخلفه ; لأن كل ما عند العبد من خلف الله ورزقه .

روى أشهب وابن نافع وابن القاسم عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله : يا ابن آدم ، أنفق أنفق عليك } . وهذه إشارة إلى أن الخلف في الدنيا بمثل المنفق بها إذا كانت النفقة في طاعة الله ، وهو كالدعاء كما تقدم سواء ; إما أن تقضى حاجته ، وكذلك في النفقة يعوض مثله وأزيد ، وإما أن يعوض ، والتعويض هاهنا بالثواب ، وإما أن يدخر له ، والادخار هاهنا مثله في الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية