صفحة جزء
المسألة الخامسة روى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن إنشاد الشعر قال : لا تكثر منه ، فمن عيبه أن الله يقول : { وما علمناه الشعر وما ينبغي له } . قال : ولقد بلغني أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري أن اجمع الشعراء قبلك واسألهم عن الشعر ، وهل بقي معهم معرفة به ، وأحضر لبيدا ذلك . قال : فجمعهم وسألهم فقالوا : إنا لنعرفه ونقوله . وسأل لبيدا فقال : ما قلت شعرا منذ سمعت الله يقول : { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه } .

قال ابن العربي : هذه الآية ليست من عيب الشعر ، كما لم يكن قوله تعالى : { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك } من عيب الخط . فلما لم تكن الأمية من عيب الخط كذلك لا يكون نفي النظم عن النبي صلى الله عليه وسلم من عيب الشعر ، وقد بينا حال الشعر في سورة الظلة ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية