الآية الثانية
قوله تعالى : { وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون } .
فيها أربع مسائل :
[ ص: 86 ] المسألة الأولى في شرح الكلمة ; وهي النبوة في قول ، والتوحيد في قول آخر ; ولا جرم لم تزل النبوة باقية في ذرية
إبراهيم والتوحيد هم أصله ، وغيرهم فيه تبع لهم . المسألة الثانية قوله : {
في عقبه } : بناء ع ق ب لما يخلف الشيء ، ويأتي بعده ، يقال : عقب يعقب عقوبا وعقبا إذا جاء شيئا بعد شيء ، ولهذا قيل لولد الرجل من بعده عقبه .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه سافر في عقب رمضان وقد يستعمل في غير ذلك على موارد كثيرة . المسألة الثالثة إنما كانت
لإبراهيم في الأعقاب موصولة بالأحقاب بدعوتيه المجابتين : إحداهما بقوله : {
إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } فقد قال له : نعم ، إلا من ظلم منهم ، فلا عهد له .
ثانيهما قوله : {
واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } .
وقيل بدل الأولى : {
واجعل لي لسان صدق في الآخرين } فكل أمة تعظمه ; بنوه وغيرهم ممن يجتمع معه في
سام أو في
نوح .