[ ص: 104 ] سورة الأحقاف [ فيها ثلاث آيات ]
الآية الأولى
قوله تعالى : { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى في مساق الآية ، وهي أشرف آية في القرآن فإنها استوفت أدلة الشرع عقليها وسمعيها لقوله تعالى {
قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات } فهذه بيان لأدلة العقل المتعلقة بالتوحيد ، وحدوث العالم ، وانفراد الباري سبحانه بالقدرة والعلم والوجود والخلق ، ثم قال : {
ائتوني بكتاب من قبل هذا } على ما تقولون ، وهذه بيان لأدلة السمع فإن مدرك الحق إنما يكون بدليل العقل أو بدليل الشرع حسبما بيناه من مراتب الأدلة في كتب الأصول ، ثم قال : {
أو أثارة من علم } يعني أو علم يؤثر ، أو يروى وينقل ، وإن لم يكن مكتوبا ; فإن المنقول عن الحفظ مثل المنقول عن الكتب .