المسألة الثانية : جاء هذا الكلام في معرض الندب والتحضيض على
إنفاق المال في ذات الله تعالى [ ص: 307 ] على الفقراء المحتاجين ، وفي سبيل الله بنصرة الدين ، وكنى الله سبحانه عن الفقير بنفسه العلية المنزهة عن الحاجات ترغيبا في الصدقة ، كما كنى عن المريض والجائع والعاطش بنفسه المقدسة عن النقائص والآلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=44172يقول الله تعالى عبدي مرضت فلم تعدني ، يقول : وكيف تمرض وأنت رب العالمين ؟ فيقول : مرض عبدي فلان ولو عدته لوجدتني عنده ، ويقول : جاع عبدي فلان ولو أطعمته لوجدتني عنده ، ويقول : عطش عبدي فلان ولو سقيته لوجدتني عنده } . وهذا كله خرج مخرج التشريف لمن كنى عنه ترغيبا لمن خوطب به .
المسألة الثالثة : قال قوم : المراد بالآية الإنفاق في سبيل الله تعالى ; لأنه قال قبلها : {
وقاتلوا في سبيل الله } فهذا الجهاد بالبدن ، ثم قال بعده : {
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } فهذا الجهاد بالمال .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36171من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا } .
والصحيح
عندي ما قاله
الحسن من أنه في أبواب البر كلها ولا يرد عمومه ما تقدمه من ذكر الجهاد .