المسألة الثالثة :
قوله تعالى : {
ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } قال بعض علمائنا : هذا دليل على أن الآية في الفرض ; لأن قوله تعالى : {
بآخذيه إلا أن تغمضوا } لفظ يختص
بالديون التي لا يتسامح في اقتضاء الرديء فيها عن الجيد ، ولا في أخذ المعيب عن السليم ، إلا بإغماض ، وهذه غفلة ، فإنها لو كانت نازلة في الفرض لما قال : {
ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } لأن الرديء والمعيب لا يجوز أخذه في الفرض بحال ، لا مع تقدير الإغماض ولا مع عدمه ، وإنما يؤخذ بإغماض في النفل .