المسألة الثالثة عشرة : قوله تعالى : {
وما علمتم من الجوارح مكلبين } اتفقت الأمة على أن الآية لم تأت لبيان التحليل في المعلم من الجوارح الأكل ، وإنما مساقها تحليل صيده ، وقالوا في تأويله : أحل لكم الطيبات
وصيد ما علمتم من الجوارح . فحذف " صيد " وهو المضاف ، وأقام ما بعده وهو المضاف إليه مقامه .
ويحتمل أن يكون معناه أحل لكم الطيبات ، والذي علمتم من الجوارح مبتدأ ، والخبر في قوله : {
فكلوا مما أمسكن عليكم } . وقد تدخل الفاء في خبر المبتدأ كما قال الشاعر :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم وأكرومة الحيين خلو كما هيا
وقد حققنا ذلك في رسالة ملجئة المتفقهين " . المسألة الرابعة عشرة : قوله تعالى : {
فكلوا مما أمسكن عليكم } عام بمطلقه في كل ما أمسك الكلب عليه ، إلا أنه خاص بالدليل في كل ما أحله الله من جنس كالظباء والبقر والحمر ، أو من جزء كاللحم والجلد دون الدم . وهذا عموم دخله التخصيص بدليل سابق له .