[ ص: 101 ] المسألة الثانية :
قوله تعالى : { إذا حضر أحدكم الموت } : قال علماؤنا : ليس يريد حضور الموت حقيقة ; لأن ذلك الوقت لا تقبل له توبة ، ولا له في الدنيا حصة ، ولا يمكن أن ننظم من كلامها لفظة ، ولو كان الأمر محمولا عليه لكان تكليف محال لا يتصور ; ولكن يرجع ذلك إلى معنيين : أحدهما : إذا قرب حضور الموت ، وأمارة ذلك كبره في السن ; أو سفر فإنه غرر أو توقع أمر طارئ غير ذلك ; أو تحقق النفس له بأنها سبيل هو آتيها لا محالة [ إذ الموت ربما طرأ عليه اتفاقا ] .
الثاني : أن معناه إذا مرض ; فإن المرض سبب الموت ، ومتى حضر السبب كنت به
العرب عن المسبب قال شاعرهم :
وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا قولا يبرئكم إني أنا الموت