. قوله : ( أحيا الليل ) فيه استعارة الإحياء للاستيقاظ : أي سهره فأحياه بالطاعة وأحيا نفسه بسهره فيه ; لأن النوم أخو الموت . والحديث فيه دليل على مشروعية الحرص على [ ص: 320 ] مداومة القيام في العشر الأواخر من رمضان وإحيائها بالعبادة واعتزال النساء ، وأمر الأهل بالاستكثار من الطاعة فيها قوله : ( وأيقظ أهله ) أي للصلاة . وفي الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : { لم يكن صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيل القيام إلا أقامه } قوله : ( وشد المئزر ) أي اعتزل النساء كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش . وحكي في الفتح عن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أنه يحتمل أن يراد به الجد في العبادة كما يقال : شددت لهذا الأمر مئزري : أي شمرت له ، ويحتمل أن يراد التشمير والاعتزال معا . ويحتمل أن يراد حقيقته ، والمجاز كمن يقول : طويل النجاد لطويل القامة ، وهو طويل النجاد حقيقة ، يعني شد مئزره حقيقة واعتزل النساء وشمر للعبادة ، يعني فيكون كناية وهو يجوز فيها إرادة اللازم والملزوم . وقد وقع في رواية : " شد مئزره واعتزل النساء " فالعطف بالواو يقوي الاحتمال الأول كما قال الحافظ .
وفيه دليل على إمكان معرفة ليلة القدر وبقائها ، وسيأتي الكلام على ذلك قوله : ( ليلة القدر ) اختلف في المراد بالقدر الذي أضيفت إليه الليلة فقيل هو التعظيم لقوله تعالى: { وما قدروا الله حق قدره } والمعنى أنها ذات قدر لنزول القرآن فيها ، أو لما يقع فيها من نزول الملائكة ، أو ما ينزل فيها من البركة والرحمة والمغفرة ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل القدر هنا : التضييق لقوله تعالى { : ومن قدر عليه رزقه } ومعنى التضييق فيها إخفاؤها عن العلم بتعيينها
وقيل : القدر هنا بمعنى القدر بفتح الدال : الذي هو مؤاخي القضاء . والمعنى أنه يقدر فيها أحكام تلك السنة لقوله تعالى: { فيها يفرق كل أمر حكيم } وبه صدر النووي كلامه فقال : قال العلماء : سميت ليلة القدر لما يكتب [ ص: 321 ] فيها الملائكة من الأقدار لقوله تعالى: { فيها يفرق } الآية . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وغيره من المفسرين بأسانيد صحيحة عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وغيرهم . وقال التوربشتي : إنما جاء القدر بسكون الدال ، وإن كان الشائع في القدر الذي يؤاخي القضاء فتح الدال ليعلم أنه لم يرد به ذلك وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره وتحديده في تلك السنة لتحصيل ما يلقى إليهم فيها مقدارا بمقدار . قوله : ( إنك عفو ) بفتح العين وضم الفاء وتشديد الواو صيغة مبالغة وفيه دليل على استحباب الدعاء في هذه الليلة بهذه الكلمات .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير . قال في مجمع الزوائد : ورجال [ ص: 322 ] nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رجال الصحيح . وقد أخرج نحوه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا ، والمراد بالسابعة إما لسبع بقين أو لسبع مضين بعد العشرين . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية سكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري . ورجال إسناده رجال الصحيح .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بنحو حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني قال : { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال : أيكم يذكر ليلة الصهباء قلت : أنا ، وذلك ليلة سبع وعشرين } ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة وناس من الصحابة .
. وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : " دعا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر قالnindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فقلت nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر : إني لأعلم أو أظن أي ليلة هي قال عمر : أي ليلة هي ؟ فقلت : سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر ، فقال : من أين علمت ذلك ؟ فقلت : خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبعة أيام ، والدهر يدور في سبع ، والإنسان خلق من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع ، والطواف والجمار وأشياء ذكرها ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لقد فطنت لأمر ما فطنا له " . وقد أخرج نحو هذه القصة nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ،
وإلى أن ليلة القدر ليلة السابع والعشرين ذهب جماعة من أهل العلم ، وقد حكاه صاحب الحلية من الشافعية عن أكثر العلماء . وقد اختلف العلماء فيها على أقوال كثيرة ذكر منها في فتح الباري ما لم يذكره غيره ، وسنذكر ذلك على طريق الاختصار فنقول : القول الأول : أنها رفعت ، حكاه المتولي عن الروافض ، والفاكهاني عن الحنفية
الثاني : أنها خاصة بسنة واحدة وقعت في زمنه صلى الله عليه وسلم ، حكاه الفاكهاني . الثالث : أنها خاصة بهذه الأمة ، جزم به جماعة من المالكية ، ونقله صاحب العمدة عن الجمهور من الشافعية واعترض بحديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=26783قلت يا رسول الله أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت ؟ فقال : بل هي باقية } واحتجوا بما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ بلاغا : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقال أعمار أمته عن أعمار الأمم الماضية ، فأعطاه الله ليلة القدر } قال الحافظ : وهذا محتمل التأويل ، فلا يدع التصريح في حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر
والرابع : أنها ممكنة في جميع السنة ، وهو المشهور عن الحنفية وحكي عن جماعة من السلف ، وهو مردود بكثير من أحاديث الباب المصرحة باختصاصها برمضان الخامس : أنها مختصة برمضان ممكنة في جميع لياليه .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وبعض الشافعية ورجحه السبكي . السادس : أنها في ليلة معينة مبهمة ، قاله النسفي في منظومته . السابع : أنها أول ليلة من رمضان ، حكي عن أبي رزين العقيلي الصحابي ; وروى nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : " ليلة القدر أول ليلة من رمضان " قال nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم : لا نعلم أحدا قال ذلك غيره الثامن : أنها [ ص: 323 ] ليلة النصف من رمضان " حكاه ابن الملقن في شرح العمدة التاسع : أنها ليلة النصف من شعبان حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في المفهم وكذا نقله السروجي عن صاحب الطراز العاشر : أنها ليلة سبع عشر من رمضان ودليله ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قال : بلا شك ولا امتراء : " إنها ليلة سبع عشر من رمضان ليلة أنزل القرآن " وأخرجه أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الحادي عشر : أنها مبهمة في العشر الوسط حكاه النووي وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري إلى nindex.php?page=showalam&ids=61عثمان بن أبي العاص والحسن البصري
وقال به بعض الشافعية الثاني عشر : أنها ليلة ثمان عشرة ذكره ابن الجوزي في مشكله الثالث عشر : ليلة تسع عشرة رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي وعزاه nindex.php?page=showalam&ids=14689الطبري إلى nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ووصله nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الرابع عشر : أول ليلة من العشر الآخرة وإليه مال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وجزم به جماعة من أصحابه الخامس عشر مثل الذي قبله إن كان الشهر تاما وإن كان ناقصا فليلة إحدى وعشرين وهكذا في جميع العشر وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأبي بكرة وسيأتي السادس عشر : ليلة اثنين وعشرين ودليله ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث عبد الله بن أنيس { nindex.php?page=hadith&LINKID=21481 : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك صبيحة إحدى وعشرين ، فقال : كم الليلة ؟ قلت : ليلة اثنين وعشرين فقال هي الليلة أو القابلة } السابع عشر ليلة ثلاث وعشرين ودليله حديث عبد الله بن أنيس الآتي
وقد ذهب إلى هذا جماعة من الصحابة والتابعين الثامن عشر : أنها ليلة الرابع والعشرين ودليله ما رواه الطيالسي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مرفوعا { : ليلة القدر ليلة أربع وعشرين } وما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=115بلال بنحوه وفيه nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود والشعبي والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة التاسع عشر : ليلة خمس وعشرين حكاه ابن الجوزي في المشكل عن أبي بكرة العشرون ليلة ست وعشرين قال الحافظ وهو قول لم أره صريحا إلا أن عياضا قال ما من ليلة من ليالي العشر الأخيرة إلا وقد قيل فيها : إنها ليلة القدر الحادي والعشرون : ليلة سبع وعشرين وقد تقدم دليله ومن قال به الثاني والعشرون : ليلة الثامن والعشرين وهذا لم يذكره صاحب الفتح ولكن ظاهر قول عياض المتقدم أنه قد قيل : إنها ليلة القدر قد أسقط في الفتح القول الثاني والعشرين وذكر الثالث والعشرين بعد الحادي والعشرين فلعله سقط عليه حكاية هذا القول وقد ثبت في بعض النسخ الثالث والعشرون أنها ليلة تسع وعشرين حكاه ابن العربي الرابع والعشرون : أنها ليلة الثلاثين حكاه عياض ورواه محمد بن نصر عن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . الخامس والعشرون : أنها في أوتار العشر الأخيرة ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الآتي في آخر الباب وكذلك حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال [ ص: 324 ] في الفتح : وهو أرجح الأقوال وصار إليه nindex.php?page=showalam&ids=11956أبو ثور nindex.php?page=showalam&ids=15215والمزني nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة وجماعة من علماء المذاهب انتهى
القول السادس والعشرون : مثله بزيادة الليلة الأخيرة ، ويدل عليه حديث أبي بكرة الآتي ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت ما يدل على ذلك . السابع والعشرون : تنتقل في العشر الأواخر كلها ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12134أبو قلابة ، ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وإسحاق ، وزعم الماوردي أنه متفق عليه ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الآتي . الثامن والعشرون : مثله إلا أن بعض ليالي العشر أرجى من بعض ; قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أرجاها ليلة إحدى وعشرين . التاسع والعشرون : مثل السابع والعشرين إلا أن أرجاها ليلة ثلاث وعشرين ، ولم يذكر في الفتح قائله . الثلاثون : كذلك ، إلا أن أرجاها ليلة سبع وعشرين ، ولم يحك صاحب الفتح من قاله الحادي والثلاثون : أنها تنتقل في جميع السبع الأواخر ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الآتي ، وقد اختلف أهل هذا القول هل المراد السبع من آخر الشهر أو آخر سبعة تعد من الشهر ؟ قال في الفتح : ويخرج من ذلك القول الثاني والثلاثون ، والثالث والثلاثون أنها تنتقل في النصف الأخير ، ذكره صاحب المحيط عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد ، وحكاه إمام الحرمين عن صاحب التقريب . الرابع والثلاثون : ليلة ست عشرة أو سبع عشرة ، رواه الحارث بن أبي أسامة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير . الخامس والثلاثون : ليلة سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإسناد ضعيف . السادس والثلاثون : أول ليلة من رمضان أو آخر ليلة منه ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإسناد ضعيف
السابع والثلاثون : ليلة تاسع عشرة أو إحدى عشرة أو ثلاث وعشرين رواه أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بإسناد فيه مقال ، nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بسند منقطع ، nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بسند منقطع أيضا . الثامن والثلاثون : أول ليلة أو تاسع ليلة أو سابع عشرة أو إحدى وعشرين أو آخر ليلة ، رواه ابن مردويه في تفسيره عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإسناد ضعيف . التاسع والثلاثون : ليلة ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين ، ودليله حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الآتي ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير . القول الأربعون : ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الأتي ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت . الحادي والأربعون : أنها منحصرة في السبع الأواخر ، ويدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الآتي ، وفي الفرق بينه وبين القول الحادي والثلاثين خفاء . الثاني والأربعون : ليلة اثنين وعشرين أو ثلاث وعشرين ، ويدل عليه حديث عبد الله بن أنيس عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد . الثالث والأربعون : أنها في أشفاع العشر الوسط والعشر الأواخر . قال الحافظ : قرأته بخط مغلطاي . الرابع والأربعون : أنها الليلة الثالثة من العشر الأواخر أو [ ص: 325 ] الخامسة منه ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ قال في الفتح : والفرق بينه وبين ما تقدم أن الثالثة تحتمل ليلة ثلاث وعشرين وتحتمل ليلة سبع وعشرين
الخامس والأربعون : أنها في سبع أو ثمان من أول النصف الثاني ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من حديث عبد الله بن أنيس ، هذا جملة ما ذكره الحافظ في الفتح أوردناه مختصرا مع زوائد مفيدة . ومما ينبغي أن يعد قولا خارجا عن هذه الأقوال قول الهادوية : إنها في تسع عشرة ، وفي الإفراد بعد العشرين من رمضان . واستدلوا على أنها في الإفراد بعد العشرين بها استدل به أهل القول الخامس والعشرين على أنها قد تكون في ليلة تسع عشرة بما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13973التمسوا ليلة القدر في سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين } قال الهيثمي بعد أن ساقه في مجمع الزوائد : فيه أبو الهزم وهو ضعيف ، فيكون هذا القول هو السادس والأربعون ، وينبغي أن يجعل ما اشتمل عليه هذا الحديث القول السابع والأربعين . وأما كونها مبهمة في جميع السنة فلا ينبغي أن يجعل قولا خارجا عن هذه الأقوال لأنه عين القول الرابع منها . وأرجح هذه الأقوال هو القول الخامس والعشرون ، أعني أنها في أوتار العشر الأواخر . قال الحافظ : وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين
قوله : ( وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها ) قد ورد لليلة القدر علامات أكثر ، لا تظهر إلا بعد أن تمضي منها : طلوع الشمس على هذه الصفة
nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=2455لا حر فيها ولا برد ، وإنها ساكنة صاحية وقمرها ساطع } وفي علامتها أحاديث : منها عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله عند nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عنده . وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وعن غيرهم
قوله : ( العشر الأوسط ) هكذا في أكثر الروايات ، والمراد به العشر الليالي ، وكان القياس أن يوصف بلفظ التأنيث ; لأن مرجعها مؤنث ، لكن وصف بالمذكر على إرادة الوقت أو الزمان ، والتقدير الثلث كأنه قال : الليالي العشر التي هي الثلث الأوسط من الشهر . ووقع في الموطأ العشر الوسط بضم الواو والسين جمع وسط ، ويروى بفتح السين مثل كبر وكبر . ورواه الباجي في الموطإ بإسكانها على أنه جمع واسط كبازل وبزل ، وهذا يوافق رواية الأوسط قوله : ( في قبة تركية ) أي قبة صغيرة من لبود قوله : ( فأصبح من ليلة إحدى وعشرين ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " فخرج في صبيحة عشرين " وظاهرها يخالف رواية الباب
وعن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16407عبد الله بن أبي يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق من طريق يونس بن سيف سمع nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب يقول : استقام كلام القوم على أنها ليلة ثلاث [ ص: 327 ] وعشرين .
وروي نحو ذلك من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة ومن طريق مكحول أنه كان يراها ليلة ثلاث وعشرين ، كذا قال في الفتح
وقد استدل بحديث الباب من قال : إنها ليلة ثلاث وعشرين كما تقدم قوله : ( ويقول ثلاث وعشرين ) هكذا في معظم النسخ من صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وفي بعضها ثلاث وعشرون . قال النووي : وهذا ظاهر والأول جائز على لغة شاذة أنه يجوز حذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا : أي ليلة ثلاث وعشرين .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : كان هذا عندي والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل عنه ، يقال له : نلتمسها في ليلة كذا ؟ فيقول : التمسوها في ليلة كذا . قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وأقوى الروايات عندي فيها ليلة إحدى وعشرين انتهى .
قوله : ( يحتقان ) بالحاء المهملة وبعدها مثناة فوقية ثم قاف مشددة ، ومعناها يطلب كل واحد منهما حقه ويدعي أنه المحق ، وفيه أن المخاصمة والمنازعة مذمومة وأنها سبب للعقوبة المعنوية قوله : ( فإذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها اثنان وعشرون ) هكذا في بعض نسخ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وفي أكثرها : " ثنتين وعشرين " بالياء . قال النووي : وهو أصوب ، والنصب بفعل محذوف تقديره : أعني ثنتين وعشرين انتهى . وجعل النصب على الاختصاص أصوب من الرفع بتقدير مبتدأ لأجل قوله بعد ذلك فهي التاسعة لأنه يصير تقدير الكلام فالتي تليها هي اثنان وعشرون فهي التاسعة ، ولا يخفى أنها عبارة ثانية بخلاف النصب على الاختصاص فإنه يصير التقدير : فالتي تليها أعني ثنتين وعشرين فهي التاسعة فإنها عبارة خالية عن ذلك . والحديث يدل على أن ليلة القدر يرجى وجودها في تلك الثلاث الليالي
قوله : ( في تاسعة تبقى ) يعني ليلة اثنين وعشرين قوله : ( في خامسة تبقى ) يعني ليلة ست وعشرين قوله : ( في سبع يمضين أو تسع يبقين ) هكذا رواية المصنف رحمه اللهبتقديم السين في الأولى والتاء في الثانية
قال في الفتح : الأكثر بتقديم السين في الثاني وتأخيرها في الأول ، وبلفظ المضي في الأول والبقاء في الثاني ، وللكشميهني بلفظ المضي فيهما وفي رواية الإسماعيلي بتقديم السين في الموضعين انتهى . والمراد في سبع ليال تمضي من العشر الأواخر ، أو في تسع ليال تبقى منها ، فتكون في ليلة سبع وعشرين أو ليلة اثنين وعشرين ، وقد تقدم الخلاف في ذلك
1782 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=16649تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان } رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ، وقال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=913في الوتر من العشر الأواخر } ) . قوله : ( أروا ليلة القدر ) أروا بضم أوله على البناء للمجهول : أي قيل لهم في المنام : إنها في السبع الأواخر . قال في الفتح : والظاهر أن المراد به أواخر الشهر . وقيل : المراد به السبع التي أولها ليلة الثاني والعشرين وآخرها ليلة الثامن والعشرين ، فعلى الأول لا تدخل له إحدى وعشرين ولا ثلاث وعشرين ، وعلى الثاني تدخل الثانية فقط ولا تدخل ليلة التاسع والعشرين
قال ابن التين : كذا روي بتوحيد الرؤيا وهو جائز لأنها مصدر قوله : ( تواطأت ) بالهمزة : أي توافقت وزنا ومعنى . وقال ابن التين : بغير همز ، والصواب بالهمز وأصله أن يطأ الرجل برجله مكان وطء صاحبه .
وفي الحديث دلالة على عظم قدر الرؤيا وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية بشرط أن لا يخالف القواعد الشرعية ، هكذا في الفتح قوله : ( تحروا ليلة القدر ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " التمسوا " وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة دليل على أن ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر . وقد تقدم أنه القول الراجح . فائدة : قال الطبري : في إخفاء ليلة القدر دليل على كذب من زعم أنه يظهر في تلك الليلة للعيون ما لا يظهر في سائر السنة ، إذ لو كان حقا لم يخف على كل من قام ليالي السنة فضلا عن ليالي رمضان . وتعقبه ابن المنير بأنه لا ينبغي إطلاق القول بالتكذيب لذلك ، بل يجوز أن يكون ذلك على سبيل الكرامة لمن شاء الله من عباده فيختص بها قوم دون قوم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة ولم ينف الكرامة
قال : ومع ذلك فلا يعتقد أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق ، بل فضل الله تعالى واسع ، ورب قائم تلك الليلة لم يحصل منها إلا على العبادة من غير رؤية خارق ، وآخر رأى الخوارق من غير [ ص: 330 ] عبادة والذي حصل على العبادة أفضل ، والعبرة إنما هي بالاستقامة بخلاف الخارقة وقد يقع كرامة وقد يقع فتنة . وقيل : إن المطلع على ليلة القدر يرى كل شيء ساجدا ، وقيل : يرى الأنوار ساطعة في كل مكان حتى في المواضع المظلمة . وقيل : يسمع سلاما أو خطابا من الملائكة ، وقيل : من علاماتها استجابة دعاء من وفق لها