وفي الحديثين دليل على مشروعية المسابقة على الأرجل وبين الرجال والنساء المحارم وأن مثل ذلك لا ينافي الوقار والشرف والعلم والفضل وعلو السن فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إلا بعد الخمسين من عمره . ولا فرق بين الخلاء والملأ لما في حديث سلمة .
قوله : ( أن ركانة صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - ) فيه دليل على جواز المصارعة بين المسلم والكافر وهكذا بين المسلمين ، ولا سيما إذا كان مطلوبا لا طالبا ، وكان يرجو حصول خصلة من خصال الخير بذلك أو كسر سورة كبر متكبر أو وضع مترفع بإظهار الغلب له ، وكما روي من مصارعته - صلى الله عليه وسلم - ركانة روي أنه تصارع هو وأبو جهل قال الحافظ عبد الغني : ما روي من مصارعة النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل لا أصل له .
وحديث ركانة أمثل ما روي في مصارعة النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : ( يلعبون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بحرابهم ) فيه جواز ذلك في المسجد كما في الرواية الثانية . وحكى ابن التين عن أبي الحسن اللخمي أن اللعب بالحراب في المسجد منسوخ بالقرآن والسنة . أما القرآن فقوله تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع } وأما السنة فحديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=17753جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم } وتعقب بأن الحديث ضعيف وليس فيه ولا في الآية تصريح بما ادعاه ولا عرف للتاريخ فيثبت النسخ وحكى بعض المالكية عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك " أن لعبهم كان خارج المسجد وكانت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في المسجد " ، وهذا لا يثبت عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فإنه خلاف ما صرح به في طرق هذا الحديث . واللعب بالحراب ليس لعبا مجردا بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدو .
قال المهلب : المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله جاز فيه ، وفي الحديث [ ص: 106 ] جواز النظر إلى اللهو المباح . قوله : ( ودخل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر . . . إلخ ) قال ابن التين : يحتمل أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يعلم أنه رآهم أو ظن أنه رآهم واستحيا أن يمنعهم ، وهذا أولى لقوله في الحديث " يلعبون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - " ويحتمل أن يكون إنكاره لهذه شبيها لإنكاره على المغنيتين وكان من شدته في الدين ينكر خلاف الأولى ، والجد في الجملة أولى من اللعب المباح . وأما النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان بصدد بيان الجواز . قوله : ( فقال شيطان . . . إلخ ) فيه دليل على كراهة اللعب بالحمام وأنه من اللهو الذي لم يؤذن فيه ، وقد قال بكراهته جمع من العلماء ، ولا يبعد على فرض انتهاض الحديث تحريمه ; لأن تسمية فاعله شيطانا يدل على ذلك ، وتسمية الحمامة شيطانة إما لأنها سبب اتباع الرجل لها أو أنها تفعل فعل الشيطان حيث يتولع الإنسان بمتابعتها واللعب بها لحسن صورتها وجودة نغمتها .