الرابعة : الحمد في كلام العرب معناه الثناء الكامل ; والألف واللام لاستغراق الجنس من المحامد ; فهو سبحانه يستحق الحمد بأجمعه إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلا ; وقد جمع لفظ الحمد جمع القلة في قول الشاعر :
وأبلج محمود الثناء خصصته بأفضل أقوالي وأفضل أحمدي
فالحمد نقيض الذم ، تقول : حمدت الرجل أحمده حمدا فهو حميد ومحمود ;
[ ص: 131 ] والتحميد أبلغ من الحمد .
والحمد أعم من الشكر ، والمحمد : الذي كثرت خصاله المحمودة . قال الشاعر :
إلى الماجد القرم الجواد المحمد
وبذلك سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال
الشاعر [ حسان بن ثابت ] :
فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
والمحمدة : خلاف المذمة . وأحمد الرجل : صار أمره إلى الحمد . وأحمدته : وجدته محمودا ، تقول : أتيت موضع كذا فأحمدته ; أي صادفته محمودا موافقا ، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه . ورجل حمدة - مثل همزة - يكثر حمد الأشياء ويقول فيها أكثر مما فيها . وحمدة النار - بالتحريك - : صوت التهابها .