[ ص: 169 ] قوله تعالى :
والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى :
والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس الآية . عطف تعالى على
الذين يبخلون :
الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس . وقيل : هو عطف على الكافرين ، فيكون في موضع خفض . ومن رأى زيادة الواو أجاز أن يكون الثاني عنده خبرا للأول . قال الجمهور نزلت في المنافقين : لقوله تعالى :
رئاء الناس والرئاء من النفاق .
مجاهد : في
اليهود . وضعفه
الطبري ؛ لأنه تعالى نفى عن هذه الصنفة الإيمان بالله واليوم الآخر ،
واليهود ليس كذلك . قال
ابن عطية : وقول
مجاهد متجه على المبالغة والإلزام ؛ إذ إيمانهم باليوم الآخر كلا إيمان من حيث لا ينفعهم . وقيل : نزلت في مطعمي يوم
بدر ، وهم رؤساء
مكة ، الأنفقوا على الناس ليخرجوا إلى
بدر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : ونفقة الرئاء تدخل في الأحكام من حيث إنها لا تجزئ .
قلت : ويدل على ذلك من الكتاب قوله تعالى :
قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم وسيأتي .
الثانية :
قوله تعالى : ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا في الكلام إضمار تقديره
ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فقرينهم الشيطان
ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا . والقرين : المقارن ، أي الصاحب والخليل وهو فعيل من الإقران ؛ قال
عدي بن زيد :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
والمعنى : من قبل من الشيطان في الدنيا فقد قارنه . ويجوز أن يكون المعنى من قرن به الشيطان في النار
فساء قرينا أي فبئس الشيطان قرينا ، وهو نصب على التمييز .