قوله تعالى : لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا
قوله تعالى : لعنه الله أصل اللعن الإبعاد ، وقد تقدم . وهو في العرف إبعاد مقترن بسخط وغضب ؛ فلعنة إبليس - عليه لعنة الله - على التعيين جائزة ، وكذلك سائر الكفرة الموتى كفرعون
وهامان وأبي جهل ؛ فأما الأحياء فقد مضى الكلام فيه في " البقرة " .
قوله تعالى :
وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا أي وقال الشيطان ؛ والمعنى : لأستخلصنهم . بغوايتي وأضلنهم بإضلالي ، وهم الكفرة والعصاة . وفي الخبر (
من كل ألف واحد لله والباقي للشيطان ) .
قلت : وهذا صحيح معنى ؛ يعضده قوله تعالى لآدم يوم القيامة : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832722ابعث بعث النار فيقول : وما بعث النار ؟ فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ) . أخرجه
مسلم . وبعث النار هو نصيب الشيطان ، والله أعلم . وقيل : من النصيب طاعتهم إياه في أشياء ؛ منها أنهم
[ ص: 332 ] كانوا يضربون للمولود مسمارا عند ولادته ، ودورانهم به يوم أسبوعه ، يقولون : ليعرفه العمار .