قوله :
يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا
قوله تعالى : يعدهم المعنى يعدهم أباطيله وترهاته من المال والجاه والرياسة ، وأن لا بعث ولا عقاب ، ويوهمهم الفقر حتى لا ينفقوا في الخير ويمنيهم كذلك
وما يعدهم الشيطان إلا غرورا [ ص: 338 ] أي خديعة . قال
ابن عرفة : الغرور ما رأيت له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه أو مجهول . والشيطان غرور ؛ لأنه يحمل على محاب النفس ، ووراء ذلك ما يسوء . أولئك ابتداء مأواهم ابتداء ثان جهنم خبر الثاني والجملة خبر الأول . ومحيصا ملجأ ، والفعل منه حاص يحيص .
ومن أصدق من الله قيلا ابتداء وخبر . ( قيلا ) على البيان ؛ قال قيلا وقولا وقالا ، بمعنى أي لا أحد أصدق من الله . وقد مضى الكلام على ما تضمنته هذه الآي من المعاني والحمد لله .