قوله تعالى :
قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قوله تعالى : قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق أي : لا تفرطوا كما أفرطت
اليهود والنصارى في
عيسى ; غلو
اليهود قولهم في
عيسى ، ليس ولد رشدة ، وغلو
النصارى قولهم : إنه إله ، والغلو مجاوزة الحد ; وقد تقدم في ( النساء ) بيانه .
قوله تعالى :
ولا تتبعوا أهواء قوم الأهواء جمع هوى وقد تقدم في " البقرة " ، وسمي
[ ص: 187 ] الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه في النار .
قد ضلوا من قبل قال
مجاهد والحسن : يعني
اليهود .
وأضلوا كثيرا أي : أضلوا كثيرا من الناس .
وضلوا عن سواء السبيل أي : عن قصد طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، وتكرير ضلوا على معنى أنهم ضلوا من قبل وضلوا من بعد ; والمراد الأسلاف الذين سنوا الضلالة وعملوا بها من رؤساء
اليهود والنصارى .
قوله تعالى :
لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون