الثالثة والعشرون :
قوله تعالى : إياك نعبد رجع من الغيبة إلى الخطاب على التلوين ; لأن من أول السورة إلى هاهنا خبرا عن الله تعالى وثناء عليه ، كقوله
وسقاهم ربهم شرابا طهورا . ثم قال :
إن هذا كان لكم جزاء . وعكسه :
حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم على ما يأتي .
و ( نعبد ) معناه نطيع ;
والعبادة الطاعة والتذلل . وطريق معبد إذا كان مذللا للسالكين ; قاله
الهروي . ونطق المكلف به إقرار بالربوبية وتحقيق لعبادة الله تعالى ; إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك . وإياك نستعين أي نطلب العون والتأييد والتوفيق .
قال
السلمي في حقائقه : سمعت
محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت
أبا حفص الفرغاني يقول : من أقر ب
إياك نعبد وإياك نستعين فقد برئ من الجبر والقدر .