قوله تعالى ويوم يقول كن فيكون أي واذكر يوم يقول كن . أو اتقوا يوم يقول كن . أو قدر يوم يقول كن . وقيل : هو عطف على الهاء في قوله : واتقوه قال
الفراء :
كن فيكون يقال : إنه للصور خاصة ; أي ويوم يقول للصور كن فيكون . وقيل : المعنى فيكون جميع ما أراد من موت الناس وحياتهم وعلى هذين التأويلين يكون
قوله الحق وله الملك ابتداء وخبرا . وقيل : إن قوله تعالى : " قوله " رفع ب " يكون " أي فيكون ما يأمر به . والحق من نعته . ويكون التمام على هذا
فيكون قوله الحق . وقرأ
ابن عامر " فيكون " بالنصب ، وهو إشارة إلى سرعة الحساب والبعث . وقد تقدم في [ البقرة ] القول فيه مستوفى .
قوله تعالى
يوم ينفخ في الصور أي وله الملك يوم ينفخ في الصور . أو وله الحق يوم ينفخ في الصور . وقيل : هو بدل من يوم يقول . والصور قرن من نور ينفخ فيه ، النفخة الأولى للفناء والثانية للإنشاء . وليس جمع صورة كما زعم بعضهم ; أي ينفخ في صور الموتى
[ ص: 20 ] على ما نبينه . روى
مسلم من حديث
عبد الله بن عمرو . . .
nindex.php?page=hadith&LINKID=835907ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا ، قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، قال : فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وذكر الحديث . وكذا في التنزيل
ثم نفخ فيه أخرى ولم يقل فيها ; فعلم أنه ليس جمع الصورة . والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور
إسرافيل عليه السلام . قال
أبو الهيثم : من أنكر أن يكون الصور قرنا فهو كمن ينكر العرش والميزان والصراط ، وطلب لها تأويلات . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : الصور الذي في الحديث كالقرن ينفخ فيه ، والصور جمع صورة . وقال
الجوهري : الصور القرن . قال الراجز : لقد نطحناهم غداة الجمعين نطحا شديدا لا كنطح الصورين ومنه قوله :
ويوم ينفخ في الصور . قال
الكلبي : لا أدري ما هو الصور . ويقال : هو جمع صورة مثل بسرة وبسر ; أي ينفخ في صور الموتى والأرواح . وقرأ
الحسن " يوم ينفخ في الصور " و " الصور " بكسر الصاد لغة في الصور جمع صورة والجمع صوار ، وصيار - بالياء - لغة فيه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد : قرأ
عياض يوم ينفخ في الصور فهذا يعني به الخلق . والله أعلم . قلت : وممن قال إن المراد بالصور في هذه الآية جمع صورة
أبو عبيدة . وهذا وإن كان محتملا فهو مردود بما ذكرناه من الكتاب والسنة . وأيضا لا ينفخ في الصور للبعث مرتين ; بل ينفخ فيه مرة واحدة ;
فإسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور الذي هو القرن والله عز وجل يحيي الصور . وفي التنزيل
فنفخنا فيه من روحنا .
قوله تعالى
عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير برفع عالم صفة ل " الذي " ; أي وهو الذي خلق السماوات والأرض عالم الغيب . ويجوز أن يرتفع على إضمار المبتدأ . وقد روي عن بعضهم أنه قرأ " ينفخ " فيجوز أن يكون الفاعل
عالم الغيب ; لأنه إذا كان النفخ فيه بأمر
[ ص: 21 ] الله عز وجل كان منسوبا إلى الله تعالى . ويجوز أن يكون ارتفع عالم حملا على المعنى ; كما أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ليبك يزيد ضارع لخصومة وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش " عالم " بالخفض على البدل من الهاء التي في له .