قوله تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم يعني الكتاب والسنة . قال الله تعالى :
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . وقالت فرقة : هذا أمر يعم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته . والظاهر أنه أمر لجميع الناس دونه . أي اتبعوا ملة الإسلام والقرآن ، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ، وامتثلوا أمره ، واجتنبوا نهيه . ودلت الآية على
ترك اتباع الآراء مع وجود النص .
الثانية قوله تعالى
ولا تتبعوا من دونه أولياء من دونه من غيره . والهاء تعود على الرب سبحانه ، والمعنى : لا تعبدوا معه غيره ، ولا تتخذوا من عدل عن دين الله وليا . وكل من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه . وروي عن
مالك بن دينار أنه قرأ
[ ص: 147 ] ( ولا تبتغوا من دونه أولياء ) أي ولا تطلبوا . ولم ينصرف أولياء لأن فيه ألف التأنيث . وقيل : تعود على ما من قوله :
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم .
قليلا ما تذكرون ما زائدة . وقيل : تكون مع الفعل مصدرا .