[ ص: 196 ] قوله تعالى
هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون
قوله تعالى
هل ينظرون إلا تأويله بالهمز ، من آل .
وأهل المدينة يخففون الهمزة . والنظر : الانتظار ، أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في القرآن من العقاب والحساب . وقيل : ينظرون من النظر إلى يوم القيامة . فالكناية في تأويله ترجع إلى الكتاب . وعاقبة الكتاب ما وعد الله فيه من البعث والحساب . وقال
مجاهد : تأويله جزاؤه ، أي جزاء تكذيبهم بالكتاب . قال
قتادة : تأويله عاقبته . والمعنى متقارب .
يوم يأتي تأويله أي تبدو عواقبه يوم القيامة . و يوم منصوب ب يقول أي يقول الذين نسوه من قبل يوم يأتي تأويله .
قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء استفهام فيه معنى التمني
فيشفعوا نصب لأنه جواب الاستفهام
لنا أو نرد قال الفراء : المعنى أو هل نرد
فنعمل غير الذي كنا نعمل قال
الزجاج : نرد عطف على المعنى ، أي هل يشفع لنا أحد أو نرد . وقرأ
ابن إسحاق ( أو نرد فنعمل ) بالنصب فيهما . والمعنى إلا أن نرد ; كما قال :
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وقرأ
الحسن ( أو نرد فنعمل ) برفعهما جميعا .
قد خسروا أنفسهم أي فلم ينتفعوا بها ، وكل من لم ينتفع بنفسه فقد خسرها . وقيل : خسروا النعم وحظ أنفسهم منها .
وضل عنهم ما كانوا يفترون أي بطل ما كانوا يقولون من أن مع الله إلها آخر .