قوله تعالى إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون قوله تعالى : إنكم قرأ
نافع وحفص على الخبر بهمزة واحدة مكسورة ، تفسيرا للفاحشة المذكورة ، فلم يحسن إدخال الاستفهام عليه ; لأنه يقطع ما بعده مما قبله . وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام الذي معناه التوبيخ ، وحسن ذلك ; لأن ما قبله بعده كلام مستقل . واختار الأول
أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما ; واحتجوا بقوله عز وجل :
أفإن مت فهم الخالدون ولم يقل " أفهم " . وقال :
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ولم يقل
[ ص: 222 ] أنقلبتم . وهذا من أقبح الغلط لأنهما شبها شيئين بما لا يشتبهان ; لأن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد كالمبتدأ والخبر ; فلا يجوز أن يكون فيهما استفهامان . فلا يجوز : أفإن مت أفهم ، كما لا يجوز أزيد أمنطلق .
وقصة
لوط عليه السلام فيها جملتان ، فلك أن تستفهم عن كل واحدة منهما . هذا قول
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، واختاره
النحاس ومكي وغيرهما .
شهوة نصب على المصدر ، أي تشتهونهم شهوة . ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال .
بل أنتم قوم مسرفون نظيره
بل أنتم قوم عادون في جمعكم إلى الشرك هذه الفاحشة .