قوله تعالى
والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون [ ص: 308 ] قوله تعالى والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون كرره ليبين أن ما يعبدونه لا ينفع ولا يضر .
وإن تدعوهم إلى الهدى شرط ، والجواب
لا يسمعوا .
وتراهم مستأنف في موضع الحال . يعني الأصنام . ومعنى النظر فتح العينين إلى المنظور إليه ; وتراهم كالناظرين إليك . وخبر عنهم بالواو وهي جماد لا تبصر ; لأن الخبر جرى على فعل من يعقل . وقيل : كانت لهم أعين من جواهر مصنوعة فلذلك قال :
وتراهم ينظرون وقيل : المراد بذلك المشركون ، أخبر عنهم بأنهم لا يبصرون حين لم ينتفعوا بأبصارهم .