قوله تعالى ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد قيل : أراد من بقي ولم يقتل يوم
بدر . وقيل : هي فيمن قتل
ببدر . وجواب لو محذوف ، تقديره : لرأيت أمرا عظيما .
يضربون في موضع الحال
وجوههم وأدبارهم أي أستاههم ، كنى عنها بالأدبار ، قاله
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير .
الحسن : ظهورهم ، وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836251إن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك ؟ قال : ذلك ضرب الملائكة . وقيل : هذا الضرب يكون عند الموت . وقد يكون يوم القيامة حين يصيرون بهم إلى النار .
وذوقوا عذاب الحريق قال
الفراء : المعنى ويقولون ذوقوا ، فحذف . وقال
الحسن : هذا يوم القيامة ، تقول لهم خزنة جهنم : ذوقوا عذاب الحريق . وروي أن في بعض التفاسير أنه كان مع الملائكة مقامع من حديد ، كلما ضربوا التهبت النار في الجراحات ، فذلك قوله :
وذوقوا عذاب الحريق . والذوق يكون محسوسا ومعنى . وقد يوضع موضع الابتلاء والاختبار ، تقول : اركب هذا الفرس فذقه . وانظر فلانا فذق ما عنده . قال
الشماخ يصف فرسا :
فذاق فأعطته من اللين جانبا كفى ولها أن يغرق السهم حاجز
[ ص: 387 ] وأصله من الذوق بالفم .
ذلك في موضع رفع ; أي الأمر ذلك . أو ذلك جزاؤكم
بما قدمت أيديكم أي اكتسبتم من الآثام .
وأن الله ليس بظلام للعبيد إذ قد أوضح السبيل وبعث الرسل ، فلم خالفتم ؟ . وأن في موضع خفض ، عطف على " ما " وإن شئت نصبت ، بمعنى وبأن ، وحذفت الباء . أو بمعنى : وذلك أن الله . ويجوز أن يكون في موضع رفع نسقا على ذلك .