قوله تعالى لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون [ ص: 93 ] قوله تعالى
لو يجدون ملجأ كذا الوقف عليه . وفي الخط بألفين : الأولى همزة ، والثانية عوض من التنوين ، وكذا رأيت جزءا . والملجأ الحصن ، عن
قتادة وغيره .
ابن عباس : الحرز ، وهما سواء . يقال : لجأت إليه لجأ " بالتحريك " وملجأ والتجأت إليه بمعنى . والموضع أيضا لجأ وملجأ . والتلجئة الإكراه . وألجأته إلى الشيء اضطررته إليه . وألجأت أمري إلى الله أسندته .
وعمرو بن لجأ التميمي الشاعر عن
الجوهري .
أو مغارات جمع مغارة ، من غار يغير . قال
الأخفش : ويجوز أن يكون من أغار يغير ، كما قال الشاعر :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا
قال
ابن عباس : المغارات الغيران والسراديب ، وهي المواضع التي يستتر فيها ، ومنه غار الماء وغارت العين .
أو مدخلا مفتعل من الدخول ، أي مسلكا نختفي بالدخول فيه ، وأعاده لاختلاف اللفظ . قال
النحاس : الأصل فيه مدتخل ، قلبت التاء دالا ؛ لأن الدال مجهورة والتاء مهموسة وهما من مخرج واحد . وقيل : الأصل فيه متدخل على متفعل ، كما في قراءة
أبي : " أو متدخلا " ومعناه دخول بعد دخول ، أي قوما يدخلون معهم .
المهدوي : متدخلا من تدخل مثل تفعل إذا تكلف الدخول . وعن
أبي أيضا : مندخلا من اندخل ، وهو شاذ ؛ لأن ثلاثيه غير متعد عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وأصحابه . وقرأ
الحسن وابن أبي إسحاق وابن محيصن : " أو مدخلا " بفتح الميم وإسكان الدال . قال
الزجاج : ويقرأ " أو مدخلا " بضم الميم وإسكان الدال . الأول من دخل يدخل . والثاني من أدخل يدخل . كذا المصدر والمكان والزمان كما أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
مغار ابن همام على حي خثعما
وروي عن
قتادة وعيسى nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش " أو مدخلا " بتشديد الدال والخاء . والجمهور بتشديد الدال وحدها ، أي مكانا يدخلون فيه أنفسهم . فهذه ست قراءات .
لولوا إليه أي لرجعوا إليه .
وهم يجمحون أي يسرعون ، لا يرد وجوههم شيء . من جمح الفرس إذا لم يرده اللجام . قال الشاعر :
سبوحا جموحا وإحضارها كمعمعة السعف الموقد
والمعنى : لو وجدوا شيئا من هذه الأشياء المذكورة لولوا إليه مسرعين هربا من المسلمين .