[ قوله تعالى
يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : روي أن قوما من المنافقين اجتمعوا ، فيهم
الجلاس بن سويد ووديعة بن ثابت ، وفيهم غلام من
الأنصار يدعى
عامر بن قيس ، فحقروه فتكلموا وقالوا : إن كان ما يقول
محمد حقا لنحن شر من الحمير . فغضب الغلام وقال : والله إن ما يقول حق وأنتم شر من الحمير ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم ، فحلفوا أن
عامرا كاذب ، فقال
عامر : هم الكذبة ، وحلف على ذلك وقال : اللهم لا تفرق بيننا حتى يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب . فأنزل الله هذه الآية وفيها
يحلفون بالله لكم ليرضوكم .
الثانية : قوله تعالى
والله ورسوله أحق أن يرضوه ابتداء وخبر . ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن التقدير : والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه ، ثم حذف ، كما قال بعضهم :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
وقال
محمد بن يزيد : ليس في الكلام محذوف ، والتقدير ، والله أحق أن يرضوه ورسوله ، على التقديم والتأخير . وقال
الفراء : المعنى ورسوله أحق أن يرضوه ، والله افتتاح كلام ، كما تقول : ما شاء الله وشئت . قال
النحاس : قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أولاها ؛ لأنه قد صح عن
[ ص: 120 ] النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن أن يقال : ما شاء الله وشئت ، ولا يقدر في شيء تقديم ولا تأخير ، ومعناه صحيح .
قلت : وقيل إن الله سبحانه جعل رضاه في رضاه ، ألا ترى أنه قال :
من يطع الرسول فقد أطاع الله . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خيثم إذا مر بهذه الآية وقف ، ثم يقول : حرف وأيما حرف فوض إليه فلا يأمرنا إلا بخير .
الثالثة : قال علماؤنا : تضمنت هذه الآية
قبول يمين الحالف وإن لم يلزم المحلوف له الرضا . واليمين حق للمدعي . وتضمنت
أن يكون اليمين بالله عز وجل حسب ما تقدم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836439من حلف فليحلف بالله أو ليصمت ومن حلف له فليصدق . وقد مضى القول في الأيمان والاستثناء فيها مستوفى في المائدة .