قوله تعالى
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
قوله تعالى
قل بفضل الله وبرحمته قال
أبو سعيد الخدري nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما : فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام . وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ، ورحمته أن جعلكم من أهله . وعن
الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة : فضل الله الإيمان ، ورحمته القرآن ; على العكس من القول الأول . وقيل غير هذا .
فبذلك فليفرحوا إشارة إلى الفضل والرحمة . والعرب تأتي " بذلك " للواحد والاثنين والجمع . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ " فبذلك فلتفرحوا " بالتاء ; وهي قراءة
يزيد بن القعقاع ويعقوب وغيرهما ; وفي الحديث لتأخذوا مصافكم . والفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب . وقد ذم الفرح في مواضع ; كقوله :
لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وقوله :
إنه لفرح فخور ولكنه مطلق .
[ ص: 264 ] فإذا قيد الفرح لم يكن ذما ; لقوله :
فرحين بما آتاهم الله من فضله وهاهنا قال تبارك وتعالى : فبذلك فليفرحوا أي بالقرآن والإسلام فليفرحوا ; فقيد . قال
هارون : وفي حرف
أبي " فبذلك فافرحوا " . قال
النحاس : سبيل الأمر أن يكون باللام ليكون معه حرف جازم كما أن مع النهي حرفا ; إلا أنهم يحذفون من الأمر للمخاطب استغناء بمخاطبته ، وربما جاءوا به على الأصل ; منه " فبذلك فلتفرحوا " .
هو خير مما يجمعون يعني في الدنيا . وقراءة العامة بالياء في الفعلين ; وروي عن
ابن عامر أنه قرأ فليفرحوا بالياء " تجمعون " بالتاء خطابا للكافرين . وروي عن
الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول ; و يجمعون بالياء على العكس . وروى
أبان عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .