قوله تعالى :
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون [ ص: 105 ] قوله تعالى :
إنا أنزلناه قرآنا عربيا يجوز أن يكون المعنى : إنا أنزلنا القرآن عربيا ; نصب " قرآنا " على الحال ; أي مجموعا . و " عربيا " نعت لقوله " قرآنا " . ويجوز أن يكون توطئة للحال ، كما تقول : مررت بزيد رجلا صالحا ، و " عربيا " على الحال ، أي يقرأ بلغتكم يا معشر العرب . أعرب بين ، ومنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=835259الثيب تعرب عن نفسها .
لعلكم تعقلون أي لكي تعلموا معانيه ، وتفهموا ما فيه . وبعض العرب يأتي بأن مع " لعل " تشبيها بعسى . واللام في " لعل " زائدة للتوكيد ; كما قال الشاعر :
يا أبتا علك أو عساكا
وقيل :
لعلكم تعقلون أي لتكونوا على رجاء من تدبره ; فيعود معنى الشك إليهم لا إلى الكتاب ، ولا إلى الله عز وجل . وقيل : معنى أنزلناه أي أنزلنا خبر
يوسف ، قال
النحاس : وهذا أشبه بالمعنى ; لأنه يروى أن
اليهود قالوا : سلوه لم انتقل
آل يعقوب من
الشام إلى
مصر ؟ وعن خبر
يوسف ; فأنزل الله - عز وجل - هذا
بمكة موافقا لما في التوراة ، وفيه زيادة ليست عندهم . فكان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم - إذ أخبرهم ولم يكن يقرأ كتابا قط ولا هو في موضع كتاب - بمنزلة إحياء
عيسى - عليه السلام - الميت على ما يأتي فيه .