الثالثة : لما ذكر الله جل وتعالى المؤمنين أولا ، وبدأ بهم لشرفهم وفضلهم ، ذكر الكافرين في مقابلتهم ، إذ الكفر والإيمان طرفان . ثم ذكر المنافقين بعدهم وألحقهم بالكافرين قبلهم ، لنفي الإيمان عنهم بقوله الحق :
وما هم بمؤمنين . ففي هذا رد على
الكرامية حيث قالوا : إن
الإيمان قول باللسان وإن لم يعتقد بالقلب ، واحتجوا بقوله تعالى :
فأثابهم الله بما قالوا . ولم يقل : بما قالوا وأضمروا ، وبقوله عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830195أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم . وهذا منهم قصور وجمود ، وترك نظر لما نطق به القرآن والسنة من العمل مع القول والاعتقاد ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830196الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان . أخرجه
ابن ماجه في سننه . فما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=17017محمد بن كرام السجستاني وأصحابه هو النفاق وعين الشقاق ، ونعوذ بالله من الخذلان وسوء الاعتقاد .