قوله تعالى :
والجان خلقناه من قبل من نار السموم قوله تعالى :
والجان خلقناه من قبل أي من قبل خلق
آدم . وقال
الحسن : يعني إبليس ، خلقه الله - تعالى - قبل
آدم - عليه السلام - . وسمي جانا لتواريه عن الأعين . وفي
[ ص: 22 ] صحيح
مسلم من حديث
ثابت عن
أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835361لما صور الله - تعالى - آدم - عليه السلام - في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك .
من نار السموم قال
ابن مسعود : ( نار السموم التي خلق الله منها الجان جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) . وقال
ابن عباس : ( السموم الريح الحارة التي تقتل ) . وعنه ( أنها نار لا دخان لها ) ، والصواعق تكون منها ، وهي نار تكون بين السماء والحجاب . فإذا أحدث الله أمرا اخترقت الحجاب فهوت الصاعقة إلى ما أمرت . فالهدة التي تسمعون خرق ذلك الحجاب . وقال
الحسن : نار السموم نار دونها حجاب ، والذي تسمعون من انغطاط السحاب صوتها . وعن
ابن عباس أيضا قال : ( كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة - قال - :
وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار .
قلت : هذا فيه نظر ; فإنه يحتاج إلى سند يقطع العذر ; إذ مثله لا يقال من جهة الرأي . وقد خرج
مسلم من حديث
عروة عن
عائشة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835362خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم . فقوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835363خلقت الملائكة من نور يقتضي العموم . والله أعلم . وقال
الجوهري : مارج من نار نار لا دخان لها خلق منها الجان . والسموم الريح الحارة تؤنث ; يقال منه : سم يومنا فهو يوم مسموم ، والجمع سمائم . قال
أبو عبيدة : ( السموم بالنهار وقد تكون بالليل ، والحرور بالليل وقد تكون بالنهار ) .
القشيري : وسميت الريح الحارة سموما لدخولها في مسام البدن .