قوله تعالى :
ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين قال
ابن عباس : أول ما يدخل أهل الجنة الجنة تعرض لهم عينان ، فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ، ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم ، وتجري عليهم نضرة النعيم ; ونحوه عن
علي - رضي الله عنه - . وقال
علي بن الحسين : نزلت في
أبي بكر وعمر وعلي والصحابة ، يعني ما كان بينهم في الجاهلية من الغل . والقول الأول أظهر ، يدل عليه سياق الآية . وقال
علي - رضي الله عنه - : ( أرجو أن أكون أنا
وطلحة والزبير من هؤلاء ) . والغل : الحقد والعداوة ; يقال منه : غل يغل . ويقال من الغلول وهو السرقة من المغنم : غل يغل : ويقال من الخيانة : أغل يغل . كما قال :
[ ص: 31 ] جزى الله عنا حمزة بنة نوفل جزاء مغل بالأمانة كاذب
وقد مضى هذا في آل عمران .
إخوانا على سرر متقابلين أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض تواصلا وتحاببا ; عن
مجاهد وغيره . وقيل : الأسرة تدور كيفما شاءوا ، فلا يرى أحد قفا أحد . وقيل : متقابلين قد أقبلت عليهم الأزواج وأقبلوا عليهن بالود . وسرر جمع سرير . مثل جديد وجدد . وقيل : هو من السرور ; فكأنه مكان رفيع ممهد للسرور . والأول أظهر . قال
ابن عباس : ( على سرر مكللة بالياقوت والزبرجد والدر ) ، السرير ما بين
صنعاء إلى
الجابية وما بين
عدن إلى
أيلة . وإخوانا نصب على الحال من المتقين أو من المضمر في ادخلوها ، أو من المضمر في آمنين ، أو يكون حالا مقدرة من الهاء والميم في صدورهم .
لا يمسهم فيها نصب أي إعياء وتعب .
وما هم منها بمخرجين دليل على أن
نعيم الجنة دائم لا يزول ، وأن أهلها فيها باقون . أكلها دائم
إن هذا لرزقنا ما له من نفاد .