قوله تعالى :
ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قوله تعالى : ونبئهم عن ضيف إبراهيم ضيف
إبراهيم : الملائكة الذين بشروه بالولد وبهلاك قوم
لوط . وقد تقدم ذكرهم . وكان
إبراهيم - عليه السلام - يكنى أبا الضيفان ، وكان لقصره أربعة أبواب لكيلا يفوته أحد . وسمي الضيف ضيفا لإضافته إليك ونزوله عليك . وقد مضى من حكم الضيف في " هود " ما يكفي والحمد لله .
إذ دخلوا عليه جمع الخبر لأن الضيف اسم يصلح للواحد والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث كالمصدر . ضافه وأضافه أماله ; ومنه الحديث ( حين تضيف الشمس للغروب ) ، وضيفوفة السهم ، والإضافة النحوية .
فقالوا سلاما أي سلموا سلاما .
قال إنا منكم وجلون أي فزعون خائفون ، وإنما قال هذا بعد أن قرب العجل ورآهم لا يأكلون ، على ما تقدم في هود . وقيل : أنكر السلام ولم يكن في بلادهم رسم السلام .
قالوا لا توجل أي قالت الملائكة لا تخف .
إنا نبشرك بغلام عليم أي حليم ; قاله
مقاتل . وقال الجمهور : عالم . وهو
إسحاق .
قال أبشرتموني على أن مسني الكبر أن مصدرية ; أي على مس الكبر إياي وزوجتي ، وقد تقدم في هود وإبراهيم ،
فبم تبشرون استفهام تعجب . وقيل : استفهام حقيقي . وقرأ
الحسن " توجل " بضم التاء .
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش " بشرتموني " بغير ألف ،
ونافع وشيبة " تبشرون بكسر النون والتخفيف ; مثل ، أتحاجونني وقد تقدم تعليله . وقرأ
ابن كثير وابن محيصن تبشرون بكسر النون مشددة ، تقديره تبشرونني ، فأدغم النون في النون . الباقون " تبشرون " بنصب النون بغير إضافة .