[ ص: 62 ] قوله تعالى : ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون قرأ
المفضل عن
عاصم تنزل الملائكة والأصل تتنزل ، فالفعل مسند إلى الملائكة . وقرأ
الكسائي عن
أبي بكر عن
عاصم باختلاف عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش " تنزل الملائكة " غير مسمى الفاعل . وقرأ
الجعفي عن
أبي بكر عن
عاصم " ننزل الملائكة " بالنون مسمى الفاعل ، الباقون " ينزل " بالياء مسمى الفاعل ، والضمير فيه لاسم الله - عز وجل - . وروي عن
قتادة " تنزل الملائكة " بالنون والتخفيف . وقرأ
الأعمش " تنزل بفتح التاء وكسر الزاي ، من النزول . الملائكة " رفعا مثل " تنزل الملائكة "
بالروح أي بالوحي وهو النبوة ; قاله
ابن عباس . نظيره
يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده .
الربيع بن أنس : بكلام الله وهو القرآن . وقيل : هو بيان الحق الذي يجب اتباعه . وقيل أرواح الخلق ; قاله
مجاهد ، لا ينزل ملك إلا ومعه روح . وكذا روي عن
ابن عباس أن الروح خلق من خلق الله - عز وجل - كصور ابن
آدم ، لا ينزل من السماء ملك إلا ومعه واحد منهم . وقيل بالرحمة ; قاله
الحسن وقتادة . وقيل بالهداية ; لأنها تحيا بها القلوب كما تحيا بالأرواح الأبدان ، وهو معنى قول
الزجاج . قال
الزجاج : الروح ما كان فيه من أمر الله حياة بالإرشاد إلى أمره . وقال
أبو عبيدة : الروح هنا
جبريل . والباء في قوله : بالروح بمعنى مع ، كقولك : خرج بثيابه ، أي مع ثيابه .
من أمره أي بأمره .
على من يشاء من عباده أي على الذين اختارهم الله للنبوة . وهذا رد لقولهم :
لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم .
أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون تحذير من عبادة الأوثان ، ولذلك جاء الإنذار ; لأن أصله التحذير مما يخاف منه . ودل على ذلك قوله : فاتقون . وأن في موضع نصب بنزع الخافض ، أي بأن أنذروا أهل الكفر بأنه لا إله إلا الله ، " فأن " في محل نصب بسقوط الخافض أو بوقوع الإنذار عليه .