قوله تعالى : للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم [ ص: 107 ] قوله تعالى :
للذين لا يؤمنون بالآخرة أي لهؤلاء الواصفين لله البنات
مثل السوء أي صفة السوء من الجهل والكفر . وقيل : هو وصفهم الله - تعالى - بالصاحبة والولد . وقيل : أي العذاب والنار .
ولله المثل الأعلى أي الوصف الأعلى من الإخلاص والتوحيد ; قاله
قتادة . وقيل : أي الصفة العليا بأنه خالق رازق قادر ومجاز . وقال
ابن عباس :
مثل السوء النار ، و المثل الأعلى شهادة أن لا إله إلا الله . وقيل : ليس كمثله شيء . وقيل :
ولله المثل الأعلى كقوله :
الله نور السماوات والأرض مثل نوره . فإن قيل : كيف أضاف المثل هنا إلى نفسه وقد قال :
فلا تضربوا لله الأمثال فالجواب أن قوله :
فلا تضربوا لله الأمثال أي الأمثال التي توجب الأشباه والنقائص ; أي لا تضربوا لله مثلا يقتضي نقصا وتشبيها بالخلق . والمثل الأعلى وصفه بما لا شبيه له ولا نظير ، جل وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا .
وهو العزيز الحكيم تقدم معناه .