قوله تعالى : ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ويوم نبعث من كل أمة شهيدا نظيره :
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وقد تقدم .
ثم لا يؤذن للذين كفروا أي في الاعتذار والكلام ; كقوله :
ولا يؤذن لهم فيعتذرون . وذلك حين تطبق عليهم جهنم ، كما تقدم في أول [ الحجر ] ويأتي .
ولا هم يستعتبون يعني يسترضون ، أي لا يكلفون أن يرضوا ربهم ; لأن الآخرة ليست بدار تكليف ، ولا يتركون إلى رجوع الدنيا فيتوبون . وأصل الكلمة من العتب وهي الموجدة ; يقال : عتب عليه يعتب إذا وجد عليه ، فإذا فاوضه ما عتب عليه فيه قيل عاتبه ، فإذا رجع إلى مسرتك فقد أعتب ، والاسم العتبى وهو رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضي العاتب ; قاله
الهروي . وقال
النابغة :
فإن كنت مظلوما فعبدا ظلمته وإن كنت ذا عتبى فمثلك يعتب