قوله تعالى : وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا [ ص: 193 ] أي كرمنا
محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالمعراج ، وأكرمنا
موسى بالكتاب وهو التوراة . وجعلناه أي ذلك الكتاب . وقيل
موسى . وقيل معنى الكلام :
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا وآتى
موسى الكتاب ; فخرج من الغيبة إلى الإخبار عن نفسه جل وعز . وقيل : إن معنى
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ، معناه أسرينا ، يدل عليه ما بعده من قوله :
لنريه من آياتنا فحمل
وآتينا موسى الكتاب على المعنى . ألا تتخذوا قرأ
أبو عمرو ( يتخذوا ) بالياء . الباقون بالتاء . فيكون من باب تلوين الخطاب . وكيلا أي شريكا ; عن
مجاهد . وقيل : كفيلا بأمورهم ; حكاه
الفراء . وقيل : ربا يتوكلون عليه في أمورهم ; قاله
الكلبي . وقال
الفراء : كافيا ; والتقدير : عهدنا إليه في الكتاب
ألا تتخذوا من دوني وكيلا . وقيل : التقدير لئلا تتخذوا . والوكيل : من يوكل إليه الأمر .